محمد البكر

الناقل الوطني ناسي الشرقية

كتبت قبل عامين عن تجاهل الناقل الوطني «الخطوط السعودية» للمنطقة الشرقية، وحصر نشاطاته في الرياض وجدة. ومنذ ذلك المقال وحتى اللحظة، تستمر خطوطنا الوطنية على نهجها، فتتعامل مع محطة الدمام وكأنها محطة نائية، لا نشاط فيها ولا جدوى اقتصادية في تشغيلها.لعلني لا آتي بجديد، إن قلت إن المنطقة الشرقية تضم أكبر شركتين هما أرامكو وسابك، واللتان تعتبران أهم الروافد لاقتصادنا الوطني. هاتان الشركتان تضمان عددا كبيرا من الشركات والمصانع الكبيرة ومعامل التكرير، ولو لم يكن في المنطقة غيرهما لكان كافيا للتشغيل «المربح» للناقل الوطني، فما بالكم وهذه المنطقة تضم آلاف الشركات الكبرى. أجزم بأن مسؤولي الخطوط السعودية، يتذكرون مطار الظهران في الستينات والسبعينات، والذي كان محط أنظار شركات الطيران العالمية، قبل أن يتحول مطار الملك فهد الحالي لمحطة لنقل العمالة للقارة الهندية، أو محطة لنقل الركاب السعوديين وعائلاتهم لدبي وأبو ظبي والبحرين، إن هم أرادوا السفر لأوروبا أو أمريكا أو شمال أفريقيا، أو حتى للبنان القريبة منا. طلاب الابتعاث الذين يسكنون الشرقية، يعانون من عدم وجود رحلات مباشرة للدمام، ولا حل لهم إلا عن طريق الرياض أو جدة، ولكم أن تتصوروا معاناتهم وهم ينتقلون من هاتين المدينتين إلى الشرقية.من الواضح أن مسؤولي الخطوط السعودية، يعتقدون أن المسافرين من هذه المنطقة، هم فقط من العمالة الآسيوية ذات الأجور المتدنية، وأن لا مسافرين سعوديين يتوجهون لأوروبا وأمريكا، ولو كان غير ذلك لما تعاملوا مع محطة الدمام بهذا الشكل السيئ. فحتى رحلة اسطنبول ألغيت ومن يرد أن يسافر عليه أن يتوجه لجده أو الرياض، وكذلك هو الحال مع رحلة بيروت وبقية الدول التي تسافر لها العائلات السعودية... فهل هذا مقبول؟؟بقي السؤال الأهم.. هل بعد ذلك لا تزال الخطوط السعودية هي ناقلنا الوطني!؟ ولكم تحياتي