لمى الغلاييني

لا تكن رهن مزاجهم

لو استطعت ان تكسب رضى خمسين في المائة من الناس فأنت شخص محظوظ، وسوف يكون هناك خمسون بالمائة لا يوافقون على خمسين بالمائة مما تقوله او تفعله ولو كان صحيحا، وافترض ان مائة رجل يريدون اختيار شخص معين لعمل ما، وعندما اجتمعوا وافق واحد وخمسون منهم على رجل ما، فهذا يعتبر كافيا لحصوله على الوظيفة على الرغم من وجود تسعة وأربعين رجلا يرفضون ترشيحه.ضع ذلك في اعتبارك وسوف ترتاح لأنك ستنظر لعدم استحسان بعض الناس أو موافقتهم لك بمنظار جديد، فعندما لا يوافق شخص ما على ما تقول فبدلا من أن تشعر بأنه جرح كبرياءك ستتذكر أنك أمام أحد الخمسين في المائة الذين لا يوافقونك الرأي.لقد أضعنا الكثير من لحظات الحياة في محاولات لاسترضاء معظم من حولنا، أو التفكير في كيفية تجنب نقدهم، فنيل مديح المحيطين ليس شيئا سيئا، وإن السعي المسرف لاكتساب إعجاب الأغلبية كالقول بأن رأي فلان في شخصيتي أهم من رأيي وتقييمي، وهذا يعتبر نقطة ضعف في الشخصية ومؤشرا على الاقتراب من المشاكل النفسية، فالشعور بالحاجة لنيل استحسان الناس هو التنازل عن جزء كبير من شخصيتك لأولئك الذين تسعى للحصول على تأييدهم، وإذا لم تحصل على مرادك أصابتك درجة كبيرة من الجمود واليأس، وفي هذه الحالة فكأنك حملت قيمتك الذاتية بين يديك لتقدمها للآخرين، والأمر متروك للظروف ولمزاجهم، فقد يبادلونك الاهتمام بتلك القيمة او لا يعيرونها أي اهتمام.إن السعي لكسب إعجاب الأغلبية وفي كل الأوقات عادة مرضية لأنها سراب غير موجود وتحقيقها مستحيل، وإذا كان الشخص يشعر بإلحاح تلك الرغبة فهو مرشح لحياة مزرية ومليئة بالإحباط، وستكون النتيجة في افتقاده لهويته الذاتية دون الحصول على أي شيء في المقابل.هل تقبل بأن تكون قيمتك الشخصية مرهونة بإعجاب من حولك؟ فكلما زادت حاجتك لإعجاب الآخرين أصبحت فريسة سهلة يستغلها الغير فيما يتناسب مع رغباتهم، وعلى الجانب الآخر كلما اتجهت لتدريب ذاتك على الثقة في نفسك زاد توازنك النفسي وقدرتك على ان تكون شخصا مؤثرا في محيطك.