د. شلاش الضبعان

جائزة تفوق القبيلة

القبيلة مكون أساس من مكونات الوطن، ولذلك فالاستثمار في إنسانها استثمار للوطن، كما هو الاستثمار في إنسان القرية، والمدينة والمحافظة والعائلة، فكل استثمار في الفكر هو استثمار ذو عوائد يجب أن يُدعم ويُشجّع. وإن من أجمل وسائل الاستثمار في الفكر جوائز التفوق العلمي، التي يُقدّر من خلالها من يستحق التقدير، ويُشجّع البقية على المنافسة والحذو حذوهم، بل وتعطي للعائلة والقبيلة والمدينة مفخرة يرتفع بها اسمها حقيقة لا تزييفاً، فعلى شرف موطن الفخر يكون صدق الفخر!هذه دعوة لشيوخ ومعرفي القبائل وعمداء الأسر للسعي بالتعاون مع المميزين ورجال الأعمال من أبناء العمومة لاستحداث جوائز تفوق علمية على مستوى العائلة أو فخذ القبيلة فهي أثر باق، ومجد طويل الأمد!وقد سعدت هذا الأسبوع بحضور أحد هذه المفاخر الوطنية في منطقة الحدود الشمالية، وتحديداً في بلدة روضة هباس الشمالية الجميلة، التي انطلقت منها «جائزة الشيخ نايف الهباس -رحمه الله- للتفوق العلمي والقرآن الكريم»! جمال هذه الجائزة في كونها استثمارا بالإنسان، وبرا بقامة وطنية تستحق التقدير، وتكريما لشباب يستحقون التكريم، ووفاء لقامات يستحق جهدها الوفاء، وبتكاتف من أبناء الشيخ -رحمه الله- بإشراف مباشر من الشيخ هباس بن نايف الهباس، وبتعاون مميز بين القطاع الخيري والحكومي، حيث يقوم بتنظيمها مركز خدمة المجتمع التابع لجمعية البر الخيرية في روضة هباس بالتعاون مع مكتب التعليم والبلدية وغيرها من الجهات المشاركة، ولذلك فهي خيرٌ على خير كما هي مبادرات الخير.للجائزة في سنتها الأولى فرعان: فرع التعليم ويشمل التعليم العام للطلاب المتفوقين في المرحلتين المتوسطة والثانوية، والمعلم المتميز، وولي الأمر المتميز، والمدرسة المتميزة، ومتفوقي التعليم الجامعي الذين حصلوا على شهادات عليا والبكالوريوس بتقدير عال، والفرع الثاني: فرع القرآن الكريم ويشمل الحلقة المتميزة، والطالب المتميز في كل حلقة. بمعايير معلنة ومحددة ولأبناء البلدة أو ممن تخرج من مدارسها!وطننا بحاجة إلى العمل، وجوائز التفوق العلمي عملٌ في أعظم ميدان وهو الإنسان، لذلك ليتنا نراها في كل قبيلة ومنطقة ومحافظة وقرية، فالعلم يرفع بيوتاً لا عماد لها، والجهل يهدم بيت العز والشرف!