مشاري العقيلي

المملكة وروسيا.. آفاق جديدة للتعاون

زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الى جمهورية روسيا الاتحادية تعزيز دولي كبير لجهود بلادنا في الساحة العالمية والانفتاح على القوى الكبرى التي تملك كثيرا من مفاتيح السياسة والاقتصاد، وبالنظر الى ما أصبحت عليه روسيا من وضع دولي مؤثر وما يتوافر لها من قدرات مهمة تتوافق مع تطلعاتنا لبناء اقتصاد قوي ومتفاعل مع اقتصاديات تلك الدول فإننا نمضي في منهج يسهم في تسريع تنفيذ برامج ومشروعات الرؤية.تلك الزيارة الكريمة تؤسس لواقع اقتصادي جديد مع جمهورية روسيا، والى جانب بحث الملفات السياسية، فإن ما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم يؤكد أن سياسة الانفتاح التي تثري التنوع الاقتصادي الذي نعمل لأجله تمضي بخطى واثقة من أجل أن تصبح واقعا معاشا، فروسيا لها تجاربها الكبيرة في مجالات التصنيع والطاقة والبنية التحتية، والتعاون معها يضيف الكثير فيما يتعلق بإثراء المحتوى المحلي ونقل التقنيات واكتساب تجارب متقدمة خاصة في القطاع الخاص.إن خادم الحرمين الشريفين بما وجده من ترحاب وحفاوة الاستقبال الروسي، وضع العلاقات بالشراكة مع الرئيس بوتين في موقع متقدم للغاية نحو بذل مزيد من الجهود للوصول بالمصالح المشتركة الى الآفاق التي تليق بالبلدين من واقع قدراتهما المؤثرة في الطاقة العالمية، فذلك وحده يجعلهما شريكين بحاجة الى الكثير من التعاون والتنسيق، وذلك ما بدا واضحا في اتفاق إمدادات النفط الذي أسهم في استقرار أسعار الخام وجعل السوق أكثر ثباتا.يوجد كثير من القواسم المشتركة بين المملكة وروسيا في المجال الاقتصادي، فكلا البلدين يملكان مخزونا طاقويا هائلا، الى جانب موارد طبيعية أخرى يمكن توظيفها في صيغ شراكات تدعم الاستثمارات وتنهض بها وترتفع بحجم التبادلات الى مستويات مرتفعة تعكس قوة اقتصاد البلدين ودورهما المحوري المؤثر في الاقتصاد العالمي، خاصة إذا ما نظرنا الى أن روسيا أحد أعضاء دول بريكس التي يتوقع لها أن تكون أكثر نفوذا اقتصاديا في المستقبل، وبإمكان المملكة بعلاقاتها الجيدة مع جميع الدول الأعضاء أن تنضم الى هذه المجموعة وتستفيد من مزاياها لصالح برامجها في الرؤية والتحول وتعزيز المحتوى المحلي.الطاقة ومشتقاتها وصناعة البتروكيماويات وتقنيات البنية التحتية من المجالات المهمة التي يمكن أن تقطع شوطا بعيدا في التعاون مع روسيا، الى جانب الميزة المهمة وهي التنويع في التقنيات وفتح العلاقات مع قوى العالم الأخرى، والتي تملك خيارات تقنية في كثير من المجالات من المهم أن نضعها في الاعتبار ونحن نتجه بقدرات بلادنا الى طموحات واسعة تستهدف إثراء الاقتصاد والتنمية وتحقيق فعالية كبيرة في التنوع بجميع القطاعات بما في ذلك تطوير قدرات الموارد البشرية واكتسابها خبرات متنوعة من شرق وغرب العالم، فذلك يضعنا في فضاء واسع من الخيارات التي تدعم توجهاتنا في النمو والتنمية.