د. أمل الطعيمي

صوت الشعب

منذ بضعة أشهر كان كثير من الكتاب يشيرون إلى لقاءات خاصة جمعت بينهم وبين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، لقاءات بعضها منفرد وبعضها جماعي، خرج بعدها الكتاب ليملأونا تفاؤلا بالمستقبل رغم أنهم لم يكتبوا لنا شيئا مفصلا ولكن ما فهمه كثير منا هو حرص سمو ولي العهد على القرب من المواطنين عن طريق من يمثلهم، وما الكتاب إلا مواطنون مكنتهم قدرتهم من التعبير عن أفراد المجتمع، فهم الذين ملأوا الصحف بالاقتراحات والمطالب الشعبية لكثير من الأمور التي تهم المواطن السعودي في كل مكان وسواء اختلف أو اتفق معهم ككتاب إلا أنه يدرك أنهم يمثلونه بصفة غير رسمية أمام الدولة. وكلنا أيضا نرى أن سمو ولي العهد شاب يمثل شباب البلاد بسنه وبطموحه وتطلعاته لهذا الوطن الذي يحتاج منه ومنا كثيرا من العمل وتدوير عجلة البناء في طرق متعددة ومتنوعة بعضها يعالج وبعضها يطور وبعضها يبدع ويتبنى الأفكار الإنمائية الجديدة. وقد برزت بوادر المسار الجديد تلوح في الأفق السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرجل القوي في مقام القوة السياسية الدولية ونماذجها كثيرة بدءا بعاصفة الحزم ومرورا بقطر وغيرها من المواقف السياسية التصحيحية وانتهاء بالزيارة الميمونة إلى روسيا والتي أضافت كثيرا من العلامات الفارقة على مستوى العالم. وكذلك هو الحال في مقام السياسة المحلية التي تتطلب مواقف وقرارات شجاعة وجريئة تقلب الصفحة وتبدأ من جديد. وأي جديد؟! إنه الجديد الذي انتظرناه طويلا ولكن تدبير الله هو الذي يجعل الأحداث تتحقق في وقتها المناسب مع الشخص المناسب. وهنا طويت الصفحة لتتلاحق القرارات والأعمال والخطط التي جعلتنا جميعا نتطلع للشمال والجنوب والغرب والشرق في مملكتنا الحبيبة ونرى في كل جزء منها حياة جديدة وبناء جديدا يتجلى في مشاريع ضخمة تستصلح فيها الأراضي الموات وتزرع فيها حياة وما مشروع البحر الأحمر إلا مثال على ذلك فهو نافذة استثمارية جديدة سيكون لها شأنها بإذن الله على مستوى العالم. كل هذا لم يعطل متابعة النجاحات الداخلية لما هو قائم وناجح وأيضا معالجة الهم الإرهابي الذي دكت حصونه في العوامية ومستمرة في استئصال كل بذرة للشر تمد نبتتها هنا أو هناك ومن ذلك بذور الشر الفكري الذي قيد الناس والحياة بوهم كبير ارتدى ثياب الدين وهو بعيد عن سماحته ويسره كل البعد. لست أكتب هذا المقال لأستعرض أحداثا كلنا نعرفها وكلنا نتابعها بفرح وتفاؤل وانبهار بهذا الجمال الذي مد يد التطور والتغيير للأفضل. ولكني أعود لما ابتدأت به وهو أنه على الرغم من كل القنوات الرسمية المتصلة بالقيادة العليا للدولة إلا أنها تمد يدها وتصغي آذانها لكل المطالب ولكل الرغبات بطريقة أكثر تماسا مع المواطن عن طريق المواطن الذي لا يمثل سوى نفسه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والكتّاب الذين يمثلون جمعا من المواطنين من خلال مقالاتهم. إن الاستماع للمواطن من خلال القنوات غير الرسمية سياسة حكيمة ونلاحظ أن هذا الأمر بات شائعا في إمارات المناطق كافة كما نشاهد ونتابع. وهنا في المنطقة الشرقية حظيت وزميلتي د. سمية السليمان بلقاء خاص مع سمو نائب أمير المنطقة للغرض نفسه وهو الاستماع لصوت المواطن والوقوف على تفاصيل أدق وربما أبسط أو أعمق مما يظهر في الخطوط العريضة للجهات الرسمية. وهي خطوة تثمن كثيرا لدى المسؤول والمواطن ومن عبر بصوته. وليس لي أن أقول بعد ذلك إلا: إن الأيام السعودية القادمة حبلى بكثير من الخيرات نسأل الله التوفيق والسداد لكل يد وطنية مخلصة.