عبد اللطيف الملحم

الملك سلمان والعلاقات السعودية - الروسية

في الوقت الحالي بدأ الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين بالحديث مرة أخرى عن زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمملكة العربية السعودية، وتخلل الزيارة لقاء مع الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي كان أمير الرياض في ذلك الوقت وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وذلك في شهر فبراير 2007م لما لذلك اللقاء من أهمية اتضحت معالمها في أوقات لاحقة. وحاليا تتصدر وسائل الإعلام العالمية أخبار الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا الاتحادية تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويتوقع الكثير من المراقبين أن يتم خلال الزيارة بحث العلاقات الثنائية، علاوة على بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في وقت تمر فيه المنطقة بأصعب الظروف. وتعتبر علاقة العاصمة السعودية الرياض بالعاصمة الروسية موسكو من أقدم العلاقات الدبلوماسية الخارجية للمملكة، والتي بدأت في 26 فبراير 1926م في وقت اتضح فيه أن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قد أسس وأرسى دعائم دولة تتمتع بتأثير إستراتيجي إقليمي. وقد كان واضحا منذ فترة حرص القيادة الروسية والشعب الروسي على مد يد التعاون مع المملكة، كونها من أكثر الدول التي يحسب لها العالم حكمة القرار في وقت تمر فيه المنطقة والعالم بكثير من عدم الاستقرار وانتشار ظاهرة الإرهاب، إضافة إلى تقلبات السوق البترولية. ونظرا لعمق العلاقة السعودية-الروسية، فإن الكثير يتوقع أن ينتج عن هذه الزيارة التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم سيكون لها تأثير على مجرى الكثير من الأمور والأحداث في المنطقة، خاصة فيما يخص موضوع الإرهاب في ظل توافق في وجهات النظر ومعرفة روسيا أهمية الدور السعودي لتحقيق الأمن. وقد رأى العالم أجمع وتابع الخطوات السعودية مساهمة المملكة في إنشاء مركز دولي متخصص في مكافحة الإرهاب النووي في مقر الوكالة في النمسا، وتدشين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» وغيرها من الخطوات التي يشهد فيها العالم حرص المملكة على محاربة الإرهاب بجميع عقائده. وكذلك سيكون الملف السوري حاضرا في المباحثات الثنائية بين الملك سلمان والرئيس بوتين، كون ما يجري في سوريا هو أحد مسببات زيادة الإرهاب في المنطقة والعالم. ومع هذه الزيارة يأمل كثير من الاقتصاديين وضوح أكثر لمسار الأسعار لسوق النفط.