هند المسند

رجل الكهف

غرد الحساب الرسمي للهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بتاريخ الرابع من أكتوبر للعام 2017 ما يلي (سواعد شبابية تشارك في بناء الوطن، كان للمعلم الدور الرئيس في تأهيلهم لخدمة بلادنا العزيزة – تحية للمعلمين والمعلمات) وفي المقابل تنتشر التعليقات الكثيرة على المعلمين والمعلمات بأنهم معول هدم، محبون للتراخي، عاشقون للراحة ووُصفوا بمسميات من المستحيل حصرها وإيرادها في هذا المقال. كثير ممن سبقني ومن المؤكد ممن سيتبع تكلم عن المعلم وعما يفعل المعلم، ليس منا من لم يكن يوما من الأيام طالبا للعلم وما زال يطلبه من هذا الرجل او تلك المرأة الذين وصفوا جزافا بأنه لولا أنه يدفع لهم المال لن يقفوا أمام الطالب ليعطوه العلم، وهذا الوصف لا ينطبق على المعلم فقط بل على كل من يعمل بكل جهده في هذا المجال أو في غيره من المجالات، وكأن هذا المبلغ المادي قد أُعطي له ولغيره حتى تتم إهانته بكل المقاييس بدءا من الكلمة وانتهاء بالكاريكاتيرات. ومن العجب أن هناك فئة من الناس ما أن يصدر قرار بأي حال كان تسارع في أقل من لمح البصر وتنافس في اطلاق التعليقات الساخرة وتركيب الرسوم المهينة لهذا الحدث، وكأن هذه مهمتهم الرسمية (التصدر لكل أمر بالسخرية)، جهود مهدرة بدل ان توجه للنفع توجهت لغيره مع العلم بأن بعضا من هذه الأمور تدل على قوة الكلمة لدى البعض وقوة الخيال وسرعة البديهة، ولكن للأسف اجتمعت كلها في (سوء الاستخدام) ونشأت مجموعة ساخرة لكل حدث ولكل وظيفة ولكل شخص أخطأ وكأن هذا الشخص محرما عليه الخطأ. المعلم ليس انسانا بسيطا وليس قليل الشأن، المعلم هو أصل بذرة العلم بداخلنا قد يجعلنا نقبل عليه وقد يجعلنا نبتعد عنه، المعلم هو من يضع اللبنة الثانية بعد الوالدين في تأسيس الخلق قبل العلم، العام كله للمعلم وليس يوما فقط، ومني لكل معلم علمني حرفا بحياتي وجعلني ما انا عليه اليوم (شكرا لكم شكرا لتفانيكم، لعطائكم، لوقتكم، لصبركم، لكل ابتسامة شملتموني بها من البدء وحتى الآن)، وأخيرا شكرا لهيئة المواصفات هذه التغريدة الجميلة والمليئة بالعرفان لكل معلم صنع شبابا لا يستهان بهم لبلادنا الحبيبة. قال الشاعر محمد المازني:إِن المعلم لا يزالُ مضعفا.. ولو ابتنى فوق السماءِ سماءمن علم الصبيان أضنوا عقله.. مما يلاقي بكرة وعشاء