د. عادل رشاد

في يومه العالمي.. في سبيل معلم أفضل

اليوم الخامس من أكتوبر هو يوم المعلم العالمي، وهو بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) المتعلقة بأوضاع المعلمين.وهو مناسبة تستحث الأقلام على الكتابة عن المعلم بمشارب شتى، فمنها من يكيل له المدح والثناء، ومنها من يوجه له اللوم والهجاء، ومنها من يشفق على معاناة المعلم ويسطر له كلاما في الرثاء.والأجدى أن نستثمر هذه الفرصة لمتابعة الجهود في مشروع تطوير كفايات المعلم ومهاراته وقيمه، على غرار المشاريع الناجحة في تجارب الأمم، ومن أنجحها المشروع السنغافوري (جودة المعلم) الذي يهدف إلى تطوير المنظومة التعليمية، والتي يمثل فيها المعلم ركيزة مهمة من ست ركائز أساسية، وهي المعلم، والطلاب، والمنهج التعليمي، والمباني المدرسية، والإدارة المدرسية، والبيت.وقد تطلب مشروع (جودة المعلم) تدريبات تربوية تعزز قدرات المعلم في مهاراته التعليمية، ويقدّر ما يتلقّاه المعلم في سنغافورة من تدريبات، بما يزيد على 100ساعة تدريب سنويــًا، موزّعة بشكل دوري، بحيث تـساهم في رفع كفاءته، ومواكبته لأحدث التطوّرات، ذات الصلة بالحقل التربوي والتعليمي.كما أن المشروع يعنى بالتحفيز المادي الذي يكفل للمعلم عيشا كريما، من خلال رواتب وحوافز مجزية، إضافة إلى البدلات.وفي المملكة هناك مشروع (تطوير) تسعى من خلاله وزارة التربية والتعليم إلى بناء شراكات مع مؤسسات وبيوت الخبرة التدريبية المحلية والعالمية من أجل تدريب المعلمين والمعلمات وقادة التعليم على أحدث الأساليب؛ لرفع مستوى الكادر التعليمي في كافة مجالات التعليم والتربية. وأعدت الوزارة خطة متكاملة لتحقيق هذا الهدف بالتعاون مع مختلف الجهات التدريبية. وهناك عشرة مجالات تستهدف تطوير اداء المعلمين والمعلمات وقادة العمل التربوي وهي: توسيع نطاق المعرفة، وممارسات الادارة المدرسية، والتعريف بمهارات التدريس، والطرق الخدمية لتعليم اللغة العربية، وتطوير المهارات الأساسية لتدريس الرياضيات، وتطوير المهارات الأساسية لتدريس العلوم، وتطوير المهارات الأساسية لتدريس اللغة الانجليزية، والتقويم الصفي، وادارة المجال، والانضباط الصفي.وهي خطط طموحة ستؤتي ثمارها عندما يستشعر الجميع مسئوليته في جودة التعليم في البلاد فيشارك بفاعلية في إنجاح هذه الخطط مع الاستفادة من تجارب الأمم في تعزيز مكانة المعلم وقدراته.وستحرز هذه الخطط نتائج باهرة عندما يكون لدى المعلم الاهتمام والحماس تجاه رسالته بما يظهره من الإخلاص في العمل، والولاء للمهنة، والالتزام بالقواعد المنظّمة لها، والاهتمام بنمو طلاّبه في مختلف النواحي.وثقافتنا الإسلامية زاخرة بالمبادئ والقيم التي تدعم الصورة الشخصية للمعلم، وتجعل عمله رسالة إنسانية، سبقه إليها الرسل الكرام، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما وميسرا» رواه مسلم.