سالم اليامي

وطن الأيام الواعدة

تحل الذكرى السابعة والثمانون ليومنا الوطني ونحن في هذه البلاد المباركة في حال أفضل، ونتطلع إلى الأفضل، رغم كل العقبات، والمعوقات، والمناخات غير المستقرة سياسيا، وأمنيا، واقتصاديا التي تحاصر العالم.هذه الذكرى تحل على الجميع، والعالم يشكو من آفة الإرهاب، والعنف السياسي، وعدم الاستقرار، وفي المناخات الإقليمية تلتهب بؤر الصراع بمسميات وعناوين مختلفة ولكن الجوهر واحد، اضطراب في الأمن، خوف ونقص في الحاجات الأساسية للناس. السعوديون والسعوديات لهم أيضا احتياجاتهم البشرية والحياتية الخاصة التي ربما لا تتحقق دفعة واحدة، إلا أن الركائز القوية والمهمة في الإمساك بمظلة الأمن والأمان، والحفاظ على وسائل الاستقرار ومسبباته، والالتفاف الإنساني السعودي من الشعب على قيادته الحكيمة الرصينة العارفة المجربة، وذراعها الشاب الذي يحمل مشعل الطموح والأمل والتخطيط للمستقبل كل ذلك يجعل الناس يحتفلون بيوم الوطن وهم محاطون بأمل الاستبشار بالغد المشرق، والامل الواعد. ولعلي أجدها مناسبة لأبين بعض الاسس التي عملت عليها قيادة هذه البلاد وحرصت على تطبيقها في كل مراحل التقلبات والصراعات الدولية، والاختلالات الاقليمية، وكانت الطوق الحصين الذي حمى ويحمي مسيرة الدولة والناس والمجتمع في المملكة العربية السعودية.أول هذه الاسس أن هذه البلاد التي شرفها المولى باحتضان أقدس البقاع، سخرت عملها السياسي وقراراتها، وحضورها الدولي على أنها جزء من أمتها العربية، والإسلامية، وأن أول واجباتها صيانة،وحماية الحرمين الشريفين. الأساس الآخر هو أن العمل السياسي السعودي، وعلى خلاف كثير من الممارسات السياسية الدولية والاقليمية، قام وبني على أساس أخلاقي، مصدره الصافي العقيدة الإسلامية التي تحث على التعاطي في كل مناحي الحياة بالجدية، والاتزان، والوضوح بمعنى البعد عن العمل في الخفاء، أو الاتفاق على أمور بصورة سرية.أساس مهم آخر يتمثل في أن صانع السياسة في المملكة العربية السعودية ومنذ انطلاقة التأسيس يؤمن بعمق بتحقيق السلم العالمي كهدف أصيل. وفي الوقت نفسه هناك ايمان متجذر في شخصية الفاعل السياسي السعودي بحق الدفاع عن النفس كإحدى الوسائل للحفاظ على المصالح، والغايات الوطنية. ومن الاسس المهمة التي عرفها العالم عن المملكة العربية السعودية، الاحترام التام للمواثيق، والمعاهدات، والاتفاقات الدولية، التي تبرمها مع اعضاء المنظومة الدولية، علاوة على احترامها للمنظمات الدولية التي تنضوي في عضويتها.هذه المسارات المضيئة في العمل السياسي السعودي الذي أصبح يرفده تاريخ من المعرفة السياسية، والتجربة العملية، والحكمة في التعاطي مع المواقف والمستجدات الدولية، رسخ حقائق التماسك الداخلي الوطني، وأكسب المملكة كوحدة سياسية ضمن المجموعة الدولية القبول، والتأثير الإقليمي على المستويين الخليجي، والعربي، والمصداقية السياسية على المستوى الدولي.وفي هذه الذكرى الغالية والناس تحتفل بمستقبلها عبر يوم الوطن يحق للسعوديين الزهو بهذه الحقائق التي يستحق كل منها يومًا يفخر ويفاخر به الناس، ايام الوطن كثيرة في التنمية والسياسة والبناء والتخطيط للمستقبل، والناس هم أوراق هذا الكتاب الكبير الذي يسجل أيام الإنجازات، في وطن الأيام الواعدة.