محمد العصيمي

قطر محاصرة أم لا؟!

حيَّرنا أمير قطر الشيخ تميم، ففي آخر خطاباته في الأمم المتحدة اشتكى، وتذلل للموجودين القلائل في القاعة الأممية، من الدول الأربع التي (تحاصر) قطر؛ وفي نفس الخطاب قال إن بلاده تعيش حياة طبيعية مرتاحة ولم يضرها ما تفعله الرباعية العربية. هذا هو خطابه سابقًا وخطاب كل المحسوبين على النظام القطري: نحن محاصرون ونحن في نفس الوقت نعيش رغدًا وهناءً، ونصيّف في أوروبا ونتنقل بين المنتجعات مثل الطيور المترفة!!ولأن النظام القطري يحتاج للعودة إلى المدرسة، أقدم له هنا معاني الحصار.. الحصار في القواميس العالمية هو: «عمل دورية على سواحل بلد العدو بالسفن الحربية، والطائرات، لمنع البلد من تلقي السلع التي يحتاج إليها لشن الحرب. ويُمكن أن يكون الحصار بإحاطة مدينة أو حصن بهدف الاستيلاء عليه أو استسلامه. ومن أهم عمليات الحصار وأشهرها حصار قرطاج الذي قام به الرومان، وحصار الطائف في عهد الرسول «صلى الله عليه وسلم»، وحصار القسطنطينية وبورت أرز، وستالينجراد وغيرها. ويُمكن للأقطار التي تملك قوات كافية أن تستخدم الحصار لتمنع أعداءها من الحصول على الأسلحة، والذخيرة، والأطعمة، من الأقطار المحايدة».بهذا المعنى أي حصار تتعرض له قطر وهي تستضيف ما يقرب من عشرة آلاف جندي تركي، وتستقبل يوميًّا آلاف الأطنان من الأغذية من هناك، ويُحضر بعض شخصياتها إفطارهم كل صباح من (مكسيم) في باريس. فضلًا عن الارتماء في أحضان (شريفة) التي تمد سفنها وحبالها وحبائلها من الطرف الإيراني إلى الطرف القطري. حين كان العراق محاصرًا كنا نعرف معنى الحصار، حيث لا حبة دواء ولا نقطة بنزين ولا بطانية تقي الأطفال البرد ولا قلم رصاص لمدارس الابتدائية. حصار قطر لا يوجد سوى في عقل مَن يكتب هذه الخطابات والتصريحات السمجة المتكررة التي لم تعُد تنطلي على العالم. هناك في نيويورك كانت كل اللافتات تقول لتميم: توقف عن دعم الإرهاب؛ حيث لا يمكن أن يصدق أحد كذبة الحصار، بينما الملايين تتدفق على شركات العلاقات العامة لتحسين الصورة القطرية السيئة!!