محمد البكر

بين العقير وطريق «أبو حفرية»

يبدو أن أهالي المنطقة الشرقية على موعد مع الحوادث المفجعة على خطوطها الرئيسية.. لا فرق إن كان الطريق يربط بين الدمام والجبيل، أو ذلك الممتد للخفجي أو حفر الباطن، أو الطريق القاتل الذي نال بجدارة لقب «طريق الموت»، وأقصد طريق العقير.. بل حتى تلك الطرق الرابطة بين مدن حاضرة الدمام والتابعة لوزارة النقل.. فكلها طرق تعاني من شيخوخة، بعضها شيخوخة بحكم الزمن، وبعضها الآخر من شيخوخة مبكرة.كنا نقول إن القيادات العليا في وزارة النقل «ربما» لا تصلهم التقارير الحقيقية عن أحوال طرق المنطقة، لكننا اليوم لا نجد عذرًا لهم بعد أن أصبحت قضايا الطرق الخارجية والداخلية التابعة للوزارة حديث الناس، وبعد أن سلّطت هذه الصحيفة الضوء عليها في أكثر من مناسبة «حزينة».مشاريع متعثرة، أو متأخرة، مضت عليها سنوات طويلة حتى أصبحت من تراث المنطقة التي تستحق أن تكون من المعالم السياحية.. وبات الناس يتمنون ألا تعلن الوزارة عن مشاريع جديدة خوفًا من تعثرها، كما هو حال «بعض» تلك المشاريع شبه الميتة.قبل عدة سنوات نشرت هذه الصحيفة رسمًا كاريكاتوريًّا للصديق العزيز الرسام المبدع محمود الهمزاني عن طريق أبو حدرية، حيث أطلق عليه اسم «طريق أبو حفرية». وما زال ذلك اللقب يُذكر كلما جاء ذِكر ذلك الطريق.لقد كتبنا كثيرًا عن حال فرع الوزارة في الشرقية، وسنظل نكتب حتى تدرك الوزارة أن الأمور تسير عكس تيار التنمية التي ينشدها كل مسؤول، وعكس تمنيات مرتادي تلك الطرق، سواء من أهل المنطقة أو زوارها أو العابرين لطرقها.القضية ليست قضية تدوير لمنصب المشرف على فرع الوزارة، بل القضية قضية إمكانات وميزانيات وصلاحيات، وقبل هذا وذاك قناعة من معالي الوزير بما تعانيه طرق المنطقة منذ عشرات السنين.. ولكم تحياتي.