بدر الصقري

من ظلم الأسمراني؟

●● أحب ماجد عبدالله كثيرا وأعي أكثر أن محبتي وإعجابي بالأسمراني الكبير واعتباري له أنه أحد أهم أساطير كرة القدم السعودية لن تقدم له الإضافة أو تزيد من قدره وشعبيته، ولكنني في الوقت ذاته أشفق كثيرا عليه بسبب القرار الذي صدر بتعيينه مديرا عاما للمنتخب الأول للفترة القادمة.●● ماجد عبدالله اللاعب الأسطورة والإنسان البسيط المتواضع لم يكن أبدا بحاجة لهكذا قرار يزج به وبتاريخه الكبير إلى مرحلة محفوفة المخاطر، خاصة وأن الجماهير بمختلف ميولها وانتماءاتها تكن المحبة والتقدير له ولما قدم للكرة السعودية من عطاءات وإنجازات.●● لو كنت مكان الأسمراني لشكرت من اختارني ووضع في الثقة ولفضلت الاعتذار ودعم زكي الصالح وطارق كيال فهما أحق وأولى بعد أن نجحا باقتدار بقيادة المنتخب إداريا والوصول به إلى المونديال.●● ماجد الإنسان والتاريخ والإنجازات ليس بحاجة لأن يصادر جهد من عمل وقدم وضحى طوال الأعوام الماضية، ولو قدر الله وكتب عدم تأهل أخضرنا لنصبت المشانق لزكي ورفاقه ولتم قذفهم بوابل من الاتهامات والتشكيك بقدراتهم وطريقة إدارتهم، لذلك كان من الأولى والأكمل أن يكمل من بدأ المشوار ونجح في المونديال كما هو حال المدير الفني السيد مارفيك.●● أيضا على الصعيد الشخصي، فماجد نفسه ومنذ اعتزاله فضل الابتعاد وآثر الغياب حتى لا يجازف بتاريخه ويقحمه بآراء عاطفية محورها الرئيسي وباعثها الأول مجرد خسارة عابرة أو اخفاق قد يتكرر وهو أمر متوقع.●● لا أشكك إطلاقا بامكانات ماجد ولا بقدرته على إحداث الفارق في أي مهمة تسند له، ولكني أحترم رغبة ماجد نفسه بالابتعاد عن العمل الرسمي طوال السنوات الماضية، وكم تمنيت أن يواصل الجوهرة ابتعاده؛ حفاظا على تاريخه ومكتسباته.●● أجزم أن هناك من سيحور حديثي هذا ويفسره حسب ظنه وميوله، ولكني أكتب صادقا ومحبا لماجد أولا ولتاريخه ثانيا، وفي ذات الوقت منصفا لأبطال التأهل الخامس وأحد أهم وأبرز صناعه.●● لا أعلم هل ظلم ماجد بهذا الاختيار أم أن ماجد قد ظلم نفسه بالقبول، ولكني على يقين بأن نواياه الصادقة بعد الله ستكون طوق نجاة لمرحلة غامضة لا أملك معها وفيها سوى الدعوات لمنتخبنا بالتوفيق ولجوهرتنا بالسداد.