عبد اللطيف الملحم

طريق العقير وعزاء في الأحساء

بدايةً أقول عظم الله أجر كل أسرة فقدت أحد أبنائها أو بناتها في آخر حادث شنيع.. حادث نراه يتكرر في الطريق المؤدي من الأحساء إلى ميناء العقير. وهذا الميناء يمثل جزءا من تاريخ الأحساء، ويعتبر أهالي الأحساء الحديث عنه ذا شجون. ترتبط مدن محافظة الأحساء بميناء العقير الذي هو في الحقيقة مدينة ساحلية جميلة، أصبحت تقترب بشواطئها الجميلة لتلامس نخيل الواحة الباسقة بطريقين واحد يبدأ بالقرب من مدينة العيون، والآخر يبدأ من مدينة الجشة. ويختلف طول كل طريق، ولكن أحدهما أحدث وأطول، ولكن كليهما ذو مسار واحد. ولكن كون الطريق ذا مسار واحد ليس المشكلة الوحيدة لهذين الطريقين. فرغم أن الطرق المؤدية لميناء وشواطئ العقير لا يتعدى طولها عشرات الكيلو مترات، إلا أنها تفتقد أشياء كثيرة قد تقلل من عدد الحوادث بإذن الله. فبالرغم من تطور ميناء العقير، إلا أن تطور الطرق المؤدية إليه لم يتم تطويرها بالشكل المطلوب مثل جعلها طرقا مزدوجة والتواجد المكثف لسيارات أمن الطرق لكي تتعامل مع أي حادث على وجه السرعة ومراقبة الطريق وإغلاقه وقت الضرورة مثل أوقات الضباب الكثيف وكذلك مراقبة حركة مرور الجمال. وبالطبع مراقبة حركة الشاحنات الكبيرة التي تستخدمه إما لاختصار المسافة باتجاه الدمام شمالا أو سلوى جنوبا. وقد يكون هناك سبب آخر لاستخدام الشاحنات طرق العقير وهو تلافي نقاط التفتيش وتلافي محطات الوزن الخاصة بالشاحنات. ولا ننسى عدم وجود إضاءة في الطريق مما يزيد نسبة الحوادث. أي أن هناك عوامل كثيرة وليس عاملا واحدا جعل الطرق المؤدية لميناء العقير من أكثر الطرق التي تؤدي الي حوادث دموية. وعند هذه النقطة لا بد من التحذير من أسلوب القيادة والسرعة الزائدة خاصة من شريحة الشباب الذين يجب أن يعوا بأن القيادة في الليل في طريق غير مزدوج أو القيادة أثناء الليل أو القيادة في طريق غير مضاء وتسير عليه الكثير من الشاحنات أو طريق تكثر فيه الجمال أو طريق غير مسور يحتم ضرورة القيادة بسرعة أقل من المعتاد، وكذلك الانتباه الدائم لما يجري في الطريق وضرورة القيادة الدفاعية. ولكن في نهاية المطاف لا بد للجهات المختصة سرعة تطوير الطرق المؤدية لميناء العقير وتحويلها لطرق مزدوجة.