محمد الصويغ

ترسيخ الحوار بين أتباع الأديان

منذ أن طرح الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله - مشروع الحوار بين أتباع الأديان لتقريب ثقافات الشعوب حيال القواسم المشتركة من مبادئ السلام والتعايش والتضامن داخل المجتمعات البشرية كطريقة مثلى لاحتواء التطرف والغلو والتشدد ومن ثم احتواء ظاهرة الإرهاب الشريرة في كل مكان، وهو طرح حظي باعجاب وتثمين وتقدير زعماء العالم وقتذاك وحتى اليوم. منذ ذلك الوقت والقيادة الرشيدة تؤكد على أهمية نشر ثقافة السلام محليًا ودوليًا وترسيخ آليات الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة في العالم وصولا إلى غاية نشر السلام بين فئات الشباب والأطفال بشكل خاص وهم يمثلون الشريحة المنتظرة للبناء والتنمية في أي مجتمع، ولاشك أن تغذية تلك الشريحة الهامة من شرائح المجتمع بأمصال تقيها من الشرور والجرائم مهمة رئيسية وكبرى. وازاء ذلك فقد حرص خادم الحرمين الشريفين على مبدأ تعزيز مفهوم السلام على المستوى الوطني من خلال دعم مسارات التنمية وبناء الإنسان والاهتمام به، وعلى مستوى دولي حرص – حفظه الله – على تحقيق مبادئ الاحترام المتبادل بين الشعوب، وتسوية مختلف الصراعات بالوسائل السلمية، وتعزيز الحوار والتضامن بين مختلف الحضارات والشعوب والثقافات. ولاتزال المملكة مصممة على تنفيذ مشروعها الحواري الرائد لما له من أهمية قصوى لنشر ثقافة السلام محليًا ودوليًا، وهو مسعى من شأنه ترسيخ آليات الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة حول العالم بما يؤدي بطريقة آلية لايجاد الحلول الناجعة لأزمات الشعوب وخلافاتها وصراعاتها.المملكة سعت ومازالت تسعى لنشر ثقافة السلام بين فئات الشباب والأطفال بشكل خاص، فهؤلاء يمثلون اللبنات الرئيسية التي سوف تقوم عليها صروح التنمية السليمة، وهم من جانب آخر يمثلون «الصيد الثمين» ان جاز التعبير للتنظيمات الإرهابية لجرهم وراء أعمالها الاجرامية والتخريبية في كل مكان، فلابد من تحصين هذه الشريحة الغالية من الانخراط في سلك الإرهاب من جانب وتغذيتهم بمبادئ التسامح والتعايش والسلام. حوار الأديان هو المنطلق الأساسي لتعزيز السلام بين الشعوب، وهو المنطلق الهام لقطع دابر ظاهرة الإرهاب وتصفية الإرهابيين أينما وجدوا، فمتى ما تسلح النشء بالمبادئ التي تقيهم الانخراط في تلك المسالك المشينة المهددة لأمن واستقرار المجتمعات البشرية فانهم سوف يشبون على منطلقات واضحة تمنحهم حب أوطانهم وحب العمل لتنمية شعوبهم. سيظل مبدأ الحوار بين الأديان طريقة صائبة ومثلى للخلاص من كثير من الأزمات والصراعات والتطاحنات التي تمور في كثير من المجتمعات البشرية، وهي منغصات تحول دون بناء الشعوب وتنميتها، كما أنها تمهد لانتشار ظاهرة الإرهاب واستفحالها في كثير من الدول بسبب أخطاء يروج لها أعداء الشعوب وأعداء النهضة وأعداء الأديان.