عبد اللطيف الملحم

نجاح موسم الحج.. والإعلام الغربي

ببساطة وعفوية، وقبل الإعلان الرسمي عن نجاح حج هذا العام، كانت هناك بوادر ذكرها الكثير من الحجاج ممن قدم من كل أرجاء المعمورة حول النجاح المنقطع النظير والتنظيم منذ بداية الموسم. ورغم أن هناك محاولات كانت تميل إلى التشويش والتشكيك، إلا أن ما كان موجودا على أرض الواقع قطع الطرق على كل مشكك. وقبل عدة أيام، طرحت المذيعة المعروفة السيدة بيكي أندرسون من محطة (سي إن إن) سؤالا على إحدى المتحدثات حول ما نراه في الحج وما يقوم به كل مسلم وبالطبع ما تقدمه المملكة. وعندها تحدثت الضيفة بصورة وأسلوب عكس واقعا مهما وهو أن الإعلام الغربي بدأ بوضوح يرى أن ما تقدمه المملكة بصورة مستمرة هو أمر صعب لا تستطيع أن تقوم به أي دولة عدا دولة مثل المملكة، التي لديها قدرة على الاستعدادات؛ لتمكين ملايين من الحجاج من مختلف الأعراق والجنسيات ومختلف الأعمار. فأنت ترى من هو طاعن في السن وترى طفلا صغيرا بالكاد يعرف أن يمشي. ولكن أكثر سؤال يتم توجيهه في العالم الغربي ممن لا يستطيع أن يرى الأمور على أرض الواقع، هو كيفية التغلب على التعقيدات حيال التنسيق بين أجهزة مراقبة الحج وكيفية تطبيق تناغم الحركة. وقد رأى العالم مثلا صورا لطوابير طويلة من سيارات الإسعاف لتبرز الأسئلة عن قصة هذا الرتل من السيارات الحديثة والتي من الواضح أنها مجهزة بأحدث وسائل الرعاية الطبية. ورغم أن المطلع أو من حج أكثر من مرة يرى أن هذا المنظر مألوف، إلا أن الكثير حول العالم أثنى على المملكة بمجرد معرفة أن من في سيارات الإسعاف هم ممن مرض عند قدومه للمملكة لتأدية مناسك الحج وعندها تم نقلهم من المدينة المنورة وغيرها إلى عرفات للبدء في تأدية المناسك. وبالطبع هناك الكثير مما تم القيام به، ولكن واضح أن العالم أجمع بدأ في معرفة عمق وحجم وضخامة ما تقدمه المملكة لكل مسلم في العالم. وفي الوقت الحالي هناك الكثير من الدروس في موسم الحج التي أبهرت الكثير حول العالم. سواء أكان إدارة حشود أو أسلوب التنسيق بين عشرات من الإدارات الأمنية والصحية وغيرها.