انيسة الشريف مكي

حجة الوداع!!

ما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية أن نتأمل وثيقة سيد البشر- عليه الصلاة والسلام-، التي عرضت أعلى القيم والمبادئ التي ترسم المسار الصحيح لأمة الإسلام، وتعالج واقعها المرير، وتحارب تحديات هذا العصر الغريب وقضاياه الشائكة.. نحتاج لوقفة مع الذات، نسترجع فيها الهدي النبوي الكريم، الذي تستقيم به حياة الأمة، لخطبة الوداع التي وضع فيها الحبيب المصطفى كافة الحلول لكل المشاكل العائمة التي نمر بها اليوم. حرمة دماء المسلمين وأموالهم إلا بحقها، «أيها الناس، اسمعُوا مني أُبين لكُم، فإني لا أدرِي، لعلي لا ألقاكُم بعد عامي هذا، في موقِفي هذا، أيُها الناس، إن دِماءكُم وأموالكُم وأعراضكُم عليكُم حرام إلى أن تلقوا ربكُم، كحُرمةِ يومِكُم هذا في شهرِكُم هذا في بلدِكُم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت اللهم فاشهد». بالتأكيد من المفترض ألا يُخالف هذا المبدأ الإسلامي العظيم، فلا لاعتداء المسلم على أخيه المسلم بأي شكل من أشكال الاعتداء، ولا لأي شكل من أشكال الفساد المنتشر في هذا الزمان «فمن كانت عِندهُ أمانة فليؤُدِها إلى من ائتمنهُ عليها» ولا للمبدأ غير الأخلاقي الآخر، وهو التعامل بالربا، فاللعن يصيب جميع المتعاملين بالربا، آكل الربا وشاهده، وكاتبه، وكل من له علاقة به من قريب وبعيد. وفي الخطبة، الدعوة إلى احترام النساء، وإعطائهن حقوقهن، ودعوتهن للقيام بما عليهن من واجبات تجاه أزواجهن. «ألا فاستوصُوا بِالنِساءِ خيرا، فإِنهُن عوانٍ عِندكُم، ليس تملِكُون شيئا غير ذلِك إِلا أن يأتِين بِفاحِشةٍ مُبيِنةٍ» فلو طُبق هذا المبدأ الإنساني الكبير، لما كثر الطلاق وضاعت حقوق النساء وتشتت الأطفال، ولما كثر العضل وزادت أعداد المعنفات. وفي التفاخر بالأنساب، أيها الناسُ إن ربكُم واحِد، وإن أباكُم واحِد كُلكُم لآدم وآدمُ من تُراب.والوصية الأهم، التمسك بكتاب الله وسنه نبيه «فإني قد تركتُ فِيكُم ما إن أخذتم بِهِ لم تضِلُوا بعدهُ، كِتاب اللهِ وسُنة نبيه». عليك أفضل الصلاة والسلام يا رسول الله.