سلطان الزايدي

الاتفاق وغالب كشفا جوميز

إن المحزن في الوضع النصراوي هو أن تشاهد المجهود الإداري الكبير الذي قامت به إدارة النصر في فترة الصيف يذهب في مهبِّ الريح، مبالغ كبيرة دفعتها الإدارة ومازالت تدفع، وكل هذه المبالغ دُفعت حتى يظهر النصر كفريق قوي منافس، إلا أن ما حدث في مباراة الاتفاق وحديث «إبراهيم غالب» كشف الوضع، وأصبح أمام إدارة النصر تحد جديد، لكن الأمور الآن واضحة، والحقيقة تقول: إن «ريكاردو جوميز» لم يقدم مع النصر حتى الآن أي شيء يدل على أنه مدرب يملك قدرات عالية لتقديم عمل مميز للنصر، بل على العكس تماماً، فكل ما شاهدناه منذ انطلاق البطولة العربية في مصر وحتى اليوم يدل على أنه مدرب أقل من عادي، وأخطاؤه كثيرة وتتكرر، ربما يعود ذلك لوضعه الصحي، أو أن الرجل يفعل بالنصر ما يفعله حالياً بحثاً عن الإقالة، وكسب قيمة العقد كاملة. أيّاً كان تفكير «جوميز» المهم أن تفكر إدارة النصر في مصلحة فريقها، ومتى ما وصلت إلى قناعة تامة بالاستغناء عنه فيجب أن تتحرك فوراً، فالفرصة الآن متاحة، وقد لا تتكرر مستقبلاً، فإقالته الآن في ظل فترة التوقف أمر إيجابي، سيساعد المدرب القادم على أداء عمله بشكل صحيح، والفترة كافية حتى يتعرف على اللاعبين، ويفهم طبيعة العمل في النصر. أما لو أصرّت إدارة النصر على استمرار «جوميز»، فهي أمام مغامرة كبيرة محفوفة بالمخاطر، إن لم تتدخل وتبحث مع المدرب عن حلول جديدة تساعده على أداء عمله، كأن تبحث عن طاقم تدريبي مساعدٍ يكون متكاملاً تحت قيادة «جوميز»، فالمعلومات التي لديّ أن «جوميز» حضر إلى النصر بمدرب لياقة ومساعد فقط، وهذا أقل طاقم تدريبي ممكن تشاهده اليوم في ظل تطور خطط كرة القدم، واعتماد المدربين على التقنية، والتخصص في كل تفاصيل اللعبة، والتعامل مع تقارير علمية دقيقة توضح الجوانب الإيجابية للفريق، وتكشف نقاط الضعف، ويبدو أن «جوميز» لا يجيد التعامل مع طرق التدريب الحديثة، ولا يؤمن بالتقنية في العمل التدريبي والمتابعة، واستمراره يعني موسماً صعباً للنصر.