لمى الغلاييني

شيء جميل سيحدث اليوم

أدرك البشر عبر التاريخ أن الإيمان هو ما يصنع الواقع الحقيقي، وأن المرء يكون حسب ما يعتقد في سريرته، لان معتقداتنا وقناعاتنا تلعب دورا ذا شأن كبير في الطريقة التي نرى بها العالم، والاستجابات التي نتصرف بها.أيا كان الأمر الذي تؤمن به عن يقين فسوف يتحول إلى حقيقة واقعة، فإذا آمنت إيمانا مطلقا بأن مصيرك هو أن تحرز نجاحات واسعة في الحياة فسوف تفكر وتتصرف تبعا لهذا الإيمان، ولسوف تعمل على أن يتحول هذا لواقع حقيقي، وإذا آمنت بأنك شخص موفق محاط بالبركة، فسيتحول إيمانك هذا لحقيقة متجلية في أحوالك.تنحو الأفكار إلى تجسيد ذاتها وتزدهر تبعا لطبيعة ما بذر في تربة العقل، وفي نهاية المطاف ستظهر نتائج طرقك المعتادة في التفكير في العالم المحيط بك، ويمكنك أن تحزر ما يفكر بشأنه أحدهم أغلب الوقت بالنظر إلى ثمار حياته، من ثمارها تعرف الأشجار. حتى تزدهر أحوالك لا تفكر أو تتحدث إلا بشأن ما تنشده من أمور، وتجنب الحديث تماما فيما لا تنشده او تود حدوثه، وإحدى الطرق لتقوية الايجابية بداخلك هو أن تحدث نفسك بداية كل صباح بقولك، «أتوقع شيئا جميلا سيحدث لي اليوم بإذن الله» كرر العبارة حتى تشبع مشاعرك بالذبذبات الإيجابية، وتملأ عقلك بالتوقع الواثق.تقوم قوة العبارات المحفزة المكررة، بتغيير أفكارك ومشاعرك وسلوكياتك، فكما ينتهي بك الأمر إلى أن تصبح ما تفكر بشأنه معظم الوقت، فأنت تصبح أيضا ما تحدث به نفسك، وأيا كانت العبارات التي ترددها مرة بعد أخرى وبصيغة الحاضر والإثبات وبضمير المتكلم، فسينتهي العقل اللاواعي إلى قبولها كأوامر مهمة التنفيذ. الاتجاه العقلي الايجابي هو سر الناجحين، فهم يتوقعون فرص النجاح أكثر من احتمالات الفشل، ويبحثون عن الأمر الجيد في كل تجربة، وحتى اذا لم تسر الأمور أحيانا كما يودون فإنهم يعتبرونها كبوة عابرة ودرسا صغيرا لاكتشاف المزيد من الخبرات الإيجابية الداعمة لرحلة نجاحهم.