محمد البكر

لماذا يقتلون الأبرياء؟!

من المفترض أن تكون رحلة طيران الاتحاد، والتي كنت أنا وعائلتي ضمن ركابها، قد حطت في مطار الملك فهد بالدمام قادمة من سيدني، في الوقت الذي تكون هذه الجريدة قد وصلت للأسواق. وقد يكون أمر وصولنا وهبوط طائرة الاتحاد، أمرا عاديا لا يهمكم كقراء، لولا أنني ما زلت أتذكر الرحلة التي أقلتني إلى سيدني قبل أسابيع. فبعد وصولنا بأيام أعلنت الشرطة الاسترالية عن إحباط عملية تفجير لنفس الطائرة التي أقلتنا لسيدني في رحلة عودتها إلى أبو ظبي. أربعة لبنانيين كادوا أن ينهوا حياة أكثر من 300 راكب بريء، كان من المحتمل أن يكونوا على متن تلك الرحلة، كان من بينهم أطفال بالإضافة لطاقم الملاحة. عبث وإرهاب واستهتار بأرواح البشر، لا يفرق بين دين أو لون أو عرق، ولا يشبهه إلا الإرهاب الذي ضرب أوهايو الأمريكية، وبرشلونة الإسبانية، وقبل هذا وذاك، جرائم الإرهاب التي ضربت لندن وباريس وبروكسل وتونس ومصر وغيرها من مدن العالم، والتي ذهب ضحيتها رجال ونساء وأطفال، كل ذنبهم أنهم تواجدوا في أماكن كان من المفترض أن تكون أماكن للسياحة والفرح والسعادة. مهما حاول الإنسان منا أن يجد تفسيرا منطقيا لتصرف هؤلاء الشباب من الإرهابيين، فإنه سيظل عاجزا عن فهم الدوافع التي تجعل من شاب لا يتجاوز عمره العشرين، مجرما يقتل أناسا لا يعرفهم ولا يعرفونه، بل لم يرهم من قبل أو يلتقي بأحدهم.للأسف أن يكون «غالبية» أولئك الإرهابيين، من العرب وممن يعتنقون الدين الإسلامي العظيم. أتمنى أن تكون رحلتنا قد هبطت فجر هذا اليوم بسلام.. ولكم تحياتي