محمد العصيمي

صندوق الشر!!

سواق الجزيرة هو مدير عام شبكة الجزيرة القطرية مصطفى سواق الذي أعرفه من وقت ما جمعتني به جلسة في مؤتمر إعلامي بالدوحة سنة 2013. وقتها كان (سواق) يتحاشى كل سؤال عن القناة ويركز ويطنب في الحديث عن القناة «التي غيرت المشهد الإعلامي العربي» على حد قوله. الآن، في ظل المقاطعة لقطر وتكويم فضائحها فضيحة تلو أخرى، لم يجد مديرها بدا من أن يعترف لبرنامج (هارد توك) في هيئة الإذاعة البريطانية من أن نحو 90% من تمويل قناة الجزيرة هو تمويل حكومي. وربما كفرصة للمناورة ترك 10% من التمويل بدون ذكر مصدرها.!!غير التمويل خلع سواق كثيرا من الأقنعة في ذلك اللقاء الساخن حين اعترف مثلا بأن قطر ما زال أمامها الكثير كي تصبح دولة ديمقراطية، وأقر بصحة التقارير الواردة من منظمة العفو الدولية حول انتهاكات حقوق العمال المنخرطين في بناء المشاريع الخاصة باستضافة قطر لكأس العالم 2020. وبذلك طار كل ذلك الكلام الإعلامي المثالي عن الجزيرة الذي استمعنا له في ذلك المؤتمر. المدير العام نفسه، وهذا من نتائج وحسنات المقاطعة، يعترف بأن الجزيرة أداة حكومية بحتة تنفذ ما يريده الحاكم، وبأن ما تدعيه من مثاليات الحوار والرأي والديمقراطية ما هو إلا بضاعة تسوق للتعمية على الحقائق التي نشأت عليها القناة وكبرت من جراء النفخ فيها.وحيث لم يعد ممكنا مواصلة الكذب تساقطت أوراق التوت وانكشفت عورة القناة ومن يمولها بأيدي شهود من أهلها. وأظن أن القادم سيكون اصدق وأكبر حين يقفز كل صاحب مصلحة شخصية من السفينة القطرية الغارقة في بحار الأحلام والأوهام. أتوقع أننا كل يوم سنكون بصدد تصريح، من مسؤول أو مذيع أو موظف في القناة، يخبرنا كيف كان يدار صندوق الشر هذا، وكيف عبثت هذه القناة بأمن ومقدرات الشعوب العربية وتربصت بالأنظمة والدول الخليجية.؟!أيام الجزيرة القادمة، كما هي الحال مع قطر ذاتها، حُبلى وهي ستلد كثيرا مما لا يخطر على بال أحد.