د. شلاش الضبعان

صاحب مصلحة أم مبدأ؟!

أقترح على كل قائد أن يسعى بالتعاون مع ذوي الاختصاص لبناء مقياس علمي، يقيس هل المتقدم على الوظيفة صاحب مصلحة أم صاحب مبدأ؟! فإن لم يجد فليتعب نفسه بالبحث والتحري عن المتقدم ومن خلال أكثر من مصدر، لكيلا يُبتلى ويَبتلي بالرجل غير المناسب!، وذلك لأن خطورة صاحب المصلحة لا تكون على المؤسسة فقط، بل تتعدى آثارها للقائد والوطن بأكمله!فصاحب المصلحة لا يعمل من أجل مصلحة المؤسسة بل من أجل مصلحته الشخصية، حتى ولو ألبس المصلحة الشخصية لبوس المصلحة العامة، والمحك عندما تتعارض مصلحته الشخصية مع مصلحة المؤسسة! وصاحب المصلحة لا يملك القدرة على اتخاذ القرار الرشيد الذي هو أساس النجاح، لأنه لا يملك قراراً ثابتاً بل قراره متغير حسب تغير مصلحته! وصاحب المصلحة سبب رئيس لانتشار الأمراض الخُلُقية والاجتماعية في المؤسسة، وبالتالي تدمير العلاقة بين القائد والعاملين معه والمتعاملين مع مؤسسته! وصاحب المصلحة لا يمكن أن يضحي بنفسه من أجل القائد حتى ولو ادعى في أيام الرخاء خلاف ذلك، بل هو سريع التخلي عن كل من حوله عند أي خطر، فمصلحته لا مصلحة غيره هي الأساس، وبالتالي فولاؤه الذي يظهره للقائد باق ما بقيت المصلحة، وإذا زالت زال معها!وصاحب المصلحة لا يمكنه أن يبدع، فلا إبداع من تابع يذل نفسه وبالتالي يدمر عقله! وصاحب المصلحة لا يمكنه أن يعمل من خلال الفريق، الذي هو أساس النجاح المؤسسي في هذا الوقت الذي تواجه فيه المؤسسات والأوطان تحديات كبيرة! وصاحب المصلحة لا يمكنه أن ينقل تجربة إلى غيره، فما مصلحته أن يأتي من يأخذ مكانه؟! وبقيت صفة -فيما أعلم- هي جواب صريح لسؤال لبعض القادة الذين تقاعدوا: لماذا كانت السيارات طوابير أمام بابي أثناء عملي وجوالي لا يتوقف، والآن لا يكاد يسلّم علي أحد؟! والجواب: لأن سعادتك قرّب أصحاب المصالح وأبعد أصحاب المبادئ، فلم يجد صاحب المبدأ ضرورة للتواصل معك بعد تقاعدك وأنت لم تعطه فرصة التواصل أثناء عملك، وصاحب المصلحة أيضاً لم يجد ضرورة لأن مصلحته معك انتهت بتقاعدك! وبالتالي لم يسلّم عليك أحد!