أنيسة الشريف مكي

خالف تعرف!!

الطائر الذي كلما ارتفع في عيون نفسه، صغر في عيون الناس، بعضهم مرضى بهذا الداء، فينخدعون بأنفسهم وهم «نقطة» في بحر.داء لا يصيب الأفراد فقط، بل أيضاً يصيب دولاً نسيت أو تناست حجمها الحقيقي، فتطاولت على الكبار بغرور وجهل الأقزام. ما تَكبر أحد إلا لنقص في نَفسه... ولا تَطاول أحدٌ إلا لِوهن أحسّه في نفسه. عقدة صغر الحجم التي تعاني منها دولة تتحدى، وتخالف، لا لشيء إلا لمحاولة إثبات وعرض العضلات، وفتح الأبواب للصراعات، والانتهاكات الجسيمة التي تمارسها سراً وعلناً طوال السنوات الماضية تهدف من خلالها إلى شق الصف الداخلي، والتحريض، للخروج على دول مجلس التعاون الخليجي، والمساس بسيادتها، تستهدف ضرب الاستقرار، فتضر بالوحدة الخليجية بل الوحدة العربية الإسلامية. نبارك لهذا المجلس نجاحه للعام السادس والثلاثين، مؤكدين استمرار هذا النجاح، وإن شذتْ دولة منه عن القاعدة، وتصرفتْ كما يحلو لها في سياساتها وفي أدواتها الإعلامية، من خلال حملاتها المسعورة على أنظمة هذه الدول، وعلى قادتها، والمسئولين فيها. محاولة إثبات وجود على قاعدة «خالف تعرف». بالرغم من أن صغر حجم أي دولة في المجلس، لا يشكل عائقاً أمام الدور الذي تلعبه أي دولة في مسيرة الأمة، ولا على ترؤسها عند ما يحل دورها لذلك.آمالنا كبيرة في عودة الوئام، والشفاء من عقدة النقص التي تعيشها دولة شذت عن أشقائها في مجلسنا الخليجي. Aneesa_makki@hotmail.com