محمد العصيمي

عوامية الوطن

القضاء المبرم على إرهابيي العوامية مطلب وطني ملح بعد أن بلغ هؤلاء المجرمون ما بلغوا من تهديد استقرار المجتمع وقتل رجال الأمن وترويع الآمنين من مواطني المنطقة، بل وارتكاب جرائم جنائية مثل القتل العمد والسرقة وممارسة (البلطجة) بكل صورها المعروفة. الدولة كان صدرها واسعًا وبالها طويلًا في التعامل مع إرهاب هؤلاء وجرائمهم، من باب أنهم قد يفهمون أو يُفهّمون بأن ما يرتكبونه من أفعال ضد وطنهم ومجتمعهم لن يعود عليهم سوى بالمزيد من الخذلان والخسران.في المنطقة ذاتها، وفي العوامية على وجه التحديد، ضج الناس من تطور الأحداث هناك ومن إصرار هؤلاء الإرهابيين على مواصلة نشاطاتهم الإرهابية المدعومة من قوى إقليمية معروفة في مقدمتها إيران، التي أضيف إلى فضائحها الإرهابية الكبرى مؤخرًا فضيحة خلية العبدلي في الكويت، وما أفضت إليه التحقيقات من تدريب إيران وحزب الله عناصر شيعية كويتية على حمل السلاح وتخزينه واستخدامه للإضرار بمصالح بلدهم ومواطنيهم.التغرير (الطائفي) الإيراني ببعض أبناء الشيعة في دول الخليج وصل مداه حين تكشف عن شحن هؤلاء مذهبيًا وتجريدهم من وطنيتهم وتمويلهم وتدريبهم على العنف وحمل السلاح الذي تمدهم به يد العبث الإيرانية، التي لم تكف منذ ثورة الخميني المشؤومة عن إلقاء بذور الفتنة في كل شبر خليجي وعربي. الشيعة المواطنون في دول الخليج يعرفون، قبل الخميني وبعده، أنهم من أكابر رجال الأعمال والتجار وأكابر المسؤولين وأكابر الحاضرين والمكرمين في الفعاليات والمناسبات الوطنية والاجتماعية. ويعرفون، كما ينقل عقلاؤهم الآن، أن أوطانهم لم تعزلهم ولم (تفرزهم) ولم تمارس عليهم أي نوع من التمييز الديني أو المذهبي. بل إن بعض حكومات دول الخليج دافعت عنهم وقربتهم أكثر من غيرهم. ومع ذلك ظل (الهوى) الإيراني مسيطرًا على نفوس وألسنة وتصرفات البعض ممن خانوا أماناتهم وثقة حكوماتهم وشعوبهم بهم.الآن ونحن في الطريق للقضاء على شراذم العوامية الإرهابيين نسمع من هناك، ومن مناطق شيعية سعودية أخرى، أن الوطن لا يقبل النقاش ولا المساومات والمماحكات، فإما أنت معه وإما أنت ضده.