عبد اللطيف الملحم

الأحساء وقصة المليون شجرة

قبل عدة أيام تحدثت عن الأحساء وزراعة شجرة «الأثل» في مشروع كان يهدف إلى وقف زحف الرمال باتجاه واحة الأحساء. وقد كانت الردود على المقال انعكاسا لما يتمناه الكثير فيما يخص التشجير ليس في محيط الأحساء الواحة، بل والكثير من المدن. وبعدها سمعنا عن مشروع أقرب ما يكون إلى عمل تطوعي وهو تشجير يصل إلى المليون شجرة. فهل بالإمكان زراعة مليون شجرة؟. في الحقيقة بالإمكان وبسهولة. ففي البداية رجعت إلى ذكريات من الماضي القريب عندما بدأت مدن الأحساء، ومنها ما كنا نراه في مدينة الهفوف بعد خطط التوسع العمراني في فترة الستينيات. فقد رأينا مناطق سكنية جديدة مثل المزروعية والثليثية وغيرها والتي كانت تقع تقريبا على حدود الحارات السكنية القديمة. وقد كان منذ البداية أن شوارع تلك الحارات الجديدة تنبت الأشجار الجميلة على كلا جانبيها. وأحد تلك الشوارع، هو حاليا شارع الجامعة، وكذلك الشارع المؤدي من حارة النعاثل باتجاه المزروعية والذي يوجد به أيضا حديقة تقع على يمين الشارع والتي لسبب لا أعرفه اختفت قبل سنين طويلة رغم جمالها. وبالطبع لا ننسى دوار البلدية الذي كان رغم صغره، إلا أنه كان أحد المعالم في الأحساء التي تعكس الطبيعة الحقيقية لخضار الواحة. أي بمعنى آخر، هو أن الكثير من الأشجار اختفت من شوارع أكبر واحة في العالم. ولكن وفي نهاية المطاف فالأحساء لديها تربة جاهزة لزرع مليون شجرة بواسطة تقنيات حديثة وباستخدام أشجار تتحمل قلة الري. ولو رأينا كبر المساحة العمرانية المحيطة بالأحساء وشوارعها الكثيرة لوضح سهولة أن يتم زراعة مليون شجرة دون عناء بشرط أن يكون المواطن له مشاركة مباشرة ومشاركة فعلية. وبعد الزراعة سواء في الشارع أو قرب المنزل فلا بد أن يكون هناك اهتمام مباشر وعناية بنظافة موقع الشجرة. ولهذا من الضروري اختيار أشجار مختلفة بغرض التنوع وزيادة في الجمال وتكون تلك الأشجار أنواعا معروفا قدرة تحملها لبيئة مثل بيئة هذه المنطقة والبعد عن أي أشجار أو أي نوع من النخيل الذي يحتاج إلى مياه كثيرة أو عناية خاصة. وفي الوقت الحالي تكون أمانة الأحساء مشكورة على تبنيها فكرة إعادة التشجير كون الخضار هو شعار واحة الأحساء منذ الأزل.