خالد الشريدة

التنمية المرنة في عالم متغير

كلمة المملكة في المنتدى السياسي رفيع المستوى بالأمم المتحدة، مؤخرا، جديرة بالتوقف عندها؛ لما تحمله من مؤشرات ودلالات في غاية الأهمية للارتفاع بمستويات التنمية، ليس في بلادنا وحسب وإنما في جميع دول العالم، خاصة وأن المناسبة تقتضي تقديم رؤى قابلة للتحقق والتطبيق على المستوى الدولي وتستهدف دعم تنفيذ أجندة التنمية المستدامة. الكلمة التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي أكدت عناية المملكة بالتنمية البشرية وتعزيز رفاهية المواطن، والتزامها بتحقيق التنمية المستدامة على المستوى الوطني، والاستمرار بالتعاون مع شركائها لتحقيق التنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي. وأعلن المعلمي خلال المنتدى الذي عقد هذا العام تحت عنوان «الحد من الفقر وتعزيز الرفاهية في عالم متغير»، مشاركة المملكة بعرض وطني طوعي خلال منتدى العام القادم 2018 بعنوان «التحول نحو مجتمعات مرنة ومستدامة»، وهنا بيت القصيد في تقديم النموذج التنموي، ليصبح تطبيقا عالميا من واقع تنفيذ تجارب تنموية، تصل إلى الغايات والأهداف الإنمائية التي تطور الموارد البشرية وتكسبها القدرات اللازمة للعمل والإنتاج ورفع معدلات التنمية. في جميع منابر ومحافل وفعاليات الأمم المتحدة، للمملكة دور كبير ومقدر، خاصة في المعالجات التنموية للمجتمعات البشرية، ودعمت بلادنا كثيرا من البرامج التي تسهم في أنشطة التنمية، وذلك منهج إستراتيجي لما للمملكة من دور وثقل دولي، يجعلها تؤدي أدوارا حيوية ومحورية في مجالات تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في مسارات متعددة تتوافق مع مبدأ المرونة ومواجهة التحديات بمنظومات تنموية واقعية بحسب قدرة وطاقة المجتمعات. المملكة وعبر السنوات قدمت بالفعل مساهمات بارزة في معالجة مشكلات المجتمعات، وعلى الصعيد الوطني نفذت العديد من البرامج والمبادرات الرائدة حيث تم إطلاق مبادرات في مجالات توفير المساكن وتسهيل الحصول عليها للأرامل والأيتام، ومبادرات أخرى للنهوض بالصحة والوقاية من الأمراض، وجميعها معيارية بحيث تصلح للتطبيق في بقية المجتمعات البشرية والإفادة منها من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة.في الواقع، بمثل ما نفخر بالأنشطة التنموية في بلادنا، فإنها تخدم المجتمعات العالمية؛ لأنها من المرونة والحيوية بما يجعلها أكثر إيجابية وانعكاسا على تطور المجتمعات، خاصة وأنها تحمل نواة التطور وتطوير قدرات الموارد البشرية وتعظيم قيم ومبادئ التنمية الاجتماعية، فهي ليست تنظيرات وإنما تطبيقات عملية وعلمية على الواقع تضيف للمجتمعات وتمنحها قدرات أكبر للنهوض وتحقيق أهدافها بما يتناسب مع دور المملكة الدولي ومساهماتها المستمرة في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة لبني الإنسان.