كلمة اليوم

جهود المملكة لرفع العقوبات عن السودان

نظير العلاقات الأخوية الضاربة في القدم بين المملكة والسودان فقد سعت الدبلوماسية السعودية للتوسط لدى واشنطن لرفع العقوبات عن الخرطوم ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقد أعلنت السودان مرارا وتكرارا بشكل عملي عن مكافحة ظاهرة الإرهاب ضمن الجهود الدولية الساعية لاستئصال تلك الظاهرة من جذورها ومحاربة الإرهابيين أينما وجدوا.وتلك وساطة أثمرت تجاوبا مبدئيا بين الرياض وواشنطن لرفع العقوبات، وقد أعرب الساسة في السودان عن تقديرهم وتثمينهم لما بذلته المملكة من جهد للتوصل الى التجاوب الأمريكي بما يؤكد على أهمية الثقل السياسي المتميز للمملكة وقدرته على خدمة القضايا العربية والإسلامية، ورفع تلك العقوبات يبدو منطقيا نظير ما أبدته الخرطوم وتبديه من التزام بمكافحة الإرهاب والإرهابيين. استجابة واشنطن للوساطة وما تمخض عنها يرسم علامات النوايا الأمريكية برفع العقوبات المفروضة على السودان بشكل نهائي ورفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب والوصول الى حلحلة كافة الأزمات العالقة بين الخرطوم وواشنطن، وتحسين العلاقات بينهما سوف يصب في قنوات المصالح السودانية لاسيما في الجوانب الاقتصادية لتنمية السودان وتقدمه وإنجاز مشروعاته النهضوية. وتحسين العلاقات بين السودان والولايات المتحدة هدف تسعى المملكة لتحقيقه على أرض الواقع وفقا لما أعلنته السودان من تضامنها الوثيق مع المملكة وسائر الدول الداعية لمكافحة الإرهاب واحتوائه لما يمثله من أخطار وخيمة على كافة المجتمعات البشرية المسالمة في كل أنحاء العالم بما فيها السودان الشقيق الملتزم بكل القرارات الدولية ذات الشأن بمكافحة ظاهرة الإرهاب. العلاقات التاريخية بين الرياض والخرطوم والتأكيدات السودانية الوثيقة بمواجهة الإرهاب ومكافحته دفعت المملكة لمواصلة جهودها المثمرة لرفع العقوبات الأمريكية عن الخرطوم، وقد أعرب الرئيس السوداني أثناء زيارته الأخيرة للرياض عن تحالفه مع المملكة وسائردول العالم المحبة للأمن والاستقرار لمكافحة ظاهرة الإرهاب تجنيبا لكل المجتمعات البشرية من أخطار تلك الآفة وويلاتها ومصائبها.ورفع العقوبات بشكل كامل عن السودان سوف يتيح له التركيز على التنمية الاقتصادية التي رسم ملامحها للوصول إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من الرخاء والازدهار. الدول التي ما زالت سادرة في غيها بمعاضدتها للإرهاب وتمويله واحتضان رموزه على أراضيها لن تحصد إلا الخسران المبين وكراهية دول العالم المحبة للأمن والاستقرار، ولن تتمكن أي دولة في العالم من النهوض بمقدراتها إلا إذا تخلصت تماما من دعمها للإرهاب ووقفت إلى جانب الدول التي تحارب تلك الظاهرة الشريرة التي لا يضمر أصحابها إلا الشر لكافة المجتمعات البشرية ولا يسعون إلا لنشر الفتن والأزمات والحروب والنزاعات في ربوعها.