عبد اللطيف الملحم

إذا تورطوا.. «جابوا طاري» فلسطين

من المؤسف أن نرى مرارا وتكرارا طرح القضية الفلسطينية فقط في مناسبات يتم استغلالها للمتاجرة بها من قبل دول وهيئات، هي في الحقيقة من أضر بالقضية الفلسطينية وشتت الجهود الرامية لحل تلك القضية، التي ومنذ العام 1948م تعتبر القضية الأهم لكل مواطن عربي، ولكن في نفس الوقت هي قضية تعتبر من أكثر القضايا التي تمت المتاجرة بها، فمنذ أن تم إنشاء دولة إسرائيل قامت انقلابات وقلاقل باسم القضية الفلسطينية، وبعدها بدأت القومية العربية تعزف على الوتر العاطفي للشعوب العربية. فسمعنا الخطب الرنانة. فلا فلسطين تحررت ولا الشعوب العربية طورت من نفسها. ولكن الواضح هو أن كل من تورط في معضلة قام برفع الشعار الفلسطيني ليخفف الضغط عن نفسه. والكل يتذكر الحرب العراقية- الإيرانية التي كان شعار إيران هو تحرير القدس عن طريق بغداد. وجاء بعد ذلك الغزو العراقي للكويت ليتغير الشعار إلى تحرير القدس عن طريق الكويت. وهو شعار للأسٍف صدقه البعض من الفلسطينيين. وبعدها سمعنا أصواتا من تركيا تردد الحديث عن مآسي الشعب الفلسطيني في وقت كانت الاتفاقيات يتم توقيعها مع إسرائيل، إلا أن الغريب في الأمر هو تمجيد الكثير للشعارات الجوفاء. ولكن بعد أن بانت الكثير من الحقائق فالكل رأى أن المملكة هي السباقة في المحافل الدولية لنصرة القضية الفلسطينية دون أن تنتظر التطبيل لجهودها. ففي آخر نشرة للمفوضية الدولية للاجئين تفاجأ الكثير بأن المملكة احتلت مرتبة متقدمة على قائمة الدعم في وقت لم نر أي اسم لأي دولة من الدول التي تدعي أن القضية الفلسطينية هي أكبر همها.إن ما يجري في محيط عالمنا العربي في الوقت الراهن ليس مجالا لإقحام القضية الفلسطينية والمتاجرة بها، فالواقع الحالي يحتم الحديث والبحث بتمعن عن معضلة اللاجئ الفلسطيني وخاصة لمن هم خارج حدود الدولة الفلسطينية. بل إنه لا يوجد حل دون حل قضيتهم والتي تزيد من تعقيد حل القضية بأكملها. والمحزن في الأمر هو أن مآسي اللاجئ الفلسطيني بدأ العالم يتناساها وسط ما يجري من مآس وقلاقل بسبب ما أطلق عليه الربيع العربي الذي تسبب في إيجاد أعداد من اللاجئين والمهجرين من كثير من الدول العربية يفوق عدد اللاجئين الفلسطينيين. وفي هذا الوقت فآلام الفلسطينيين لا تتحمل المزايدة من أي طرف تورط في شر أعماله.