خالد الشريدة

الإرهاب وخلاياه النائمة

عملية سيهات الأخيرة أكدت بجلاء أن الإرهابيين لا مكان لهم في أي شبر بأرض بلادنا الحبيبة، ومهما بلغ التطرف مداه من أي جهة أو كيان فهو يواجه حزما وحسما فوريا، وذلك مما أصبح معروفا على نطاق العالم، فالمملكة هي الدرع الأقوى في مواجهة الإرهاب والتطرف ومكافحته، وقدمت أعظم أمثلة المكافحة والردع في هذا المجال الذي يؤرق العالم.الخلايا النائمة كما في حالة مطلوبي سيهات ستظل تتساقط الواحدة تلو الأخرى، وكلما نبت للمتطرفين قرن من شيطانهم اجتثته أجهزتنا الأمنية، فهي بالنسبة للإرهابيين معركة خاسرة ينبغي أن تتوقف، حماية للمدنيين الأبرياء الذي يحتمون بهم في الأحياء السكنية، لأنه مهما طال اختباؤهم فلا بد من خروج ثم مواجهة فخسارة تنتهي بمصرعهم مهما بلغ تطاولهم الإجرامي وعنفهم وعداؤهم للدولة والسلم الاجتماعي.واستشهاد جندي وإصابة آخر من قوات حرس الحدود، بعد إطلاق نار من مصدر مجهول بمحاذاة ساحل الرامس بمحافظة القطيف، هي جريمة إرهابية لن تؤثر على جهود الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب أو تضعفها وإنما تعززها، لأنها تؤكد أن هناك إرهابيين لا يزالون يختبئون ويغدرون ويكيدون، ما يتطلب اليقظة والتعامل الفوري مع أي تحرك مشبوه.الثابت من خلال كل عملية إرهابية أن كعب الأجهزة الأمنية يبقى عاليا، وذلك طبيعي لما تمتلكه من كفاءة وقدرات وخبرات كبيرة في التعامل مع الإرهابيين بمختلف مستوياتهم الإجرامية، وربما مع هذه النجاحات الأمنية يعيد كل إرهابي حساباته فيما يتعلق بالأسباب والنتائج، فليس من مواطن صالح يمكن ان يكون في مرمى نيران تلك الأجهزة، وكل من يواجهها إنما هو خاسر، طال الزمن او قصر.المعادلة الأمنية بسيطة للغاية، وهي إما أن يهلك الإرهابيون أو يسلموا أنفسهم بعد المراجعات الذاتية، فأعتى المجرمين سقطوا أو صرعوا أو استسلموا في نهاية المطاف، وفي كل الأحوال كانت معاركهم خاسرة، سواء بالتعاطي الأمني المباشر أو بإعادة النظر في المشروعات الفكرية التي ضللتهم وقادتهم الى المواجهة، ولا يمكن للغدر أو التربص برجال الأمن أو المدنيين الأبرياء أن يكون نصرا أو تعبيرا عن وجهة نظر، وتلك هي الرسالة لضحايا الخلايا النائمة الذين يتم شحنهم بترهات عقلية تلوث فكرهم، وعليهم أن يستعيدوا وعيهم ويخرجوا من نفق الإرهاب المظلم الذي لن ينتهي بهم إلا الى أسوأ النهايات دون تحقيق أي هدف مما تم تضليلهم بهم.