عبدالرحمن المرشد

أين التوعية يا حياتنا الفطرية؟

ذكر لي أحد الزملاء ممن يسكن بالقرب من محمية (الحرة)، وهي من ضمن 16 محمية تشرف عليها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في كافة مناطق المملكة، وتقع شمال غرب المملكة مع حدود المملكة الأردنية الهاشمية، وتمتد شرق وادي السرحان بمساحة (13775) كيلومترا مربعا، قال لي إن نسبة من شباب المناطق المجاورة للمحمية يدخلون خلسة إليها؛ لاصطياد الغزلان والأرانب والطيور بدون علم الحراس، لدرجة أثرت على تكاثرها وساهمت في تناقص أعدادها، وبالطبع هذا التصرف ينم عن استهتار بالأنظمة التي تمنع الدخول للمحميات، فهي لم توضع بقصد الاصطياد وإنما حماية للثروة الحيوانية المحلية من الانقراض التي كادت أو أوشكت أن لا نراها ثانية مثل: النمر العربي، وبعض السلالات التي انقرضت تماما. ولن أتحدث عن العقوبات أو تغليظها في حق من يقومون بمثل هذا العمل، ولكن كما يقول المثل (الوقاية خير من العلاج)، فهم لم يدخلوا إلى المحمية للاصطياد بدافع الجوع أو الحاجة!، وإنما بقصد الاستمتاع، وربما لا يأكلون ما اصطادوه ويكون مصيره سلة المهملات، ولذلك فإن الوقاية تحتم علينا تكثيف الجانب التوعوي لمن يقومون بهذا التصرف الأرعن، وإيضاح خطورة هذا الأمر على المدى البعيد للبيئة المحلية، فالكثير من الدول تصرف مبالغ طائلة لإعادة تأهيل وتوطين الكثير من السلالات التي توشك على الانقراض، وتطالعنا وكالات الأنباء في حال حصول ولادة للبعض منها وازدياد أعدادها ومنها (دب الباندا)، الذي تطلب إعادة تكاثره نفقات عالية واهتماما كبيرا، ولذلك يجب علينا أن لا نكون أقل حرصا على بيئتنا الفطرية بجميع أشكالها وأنواعها. أعتقد أن الجانب التوعوي من جانب هيئة الحياة الفطرية أقل مما يتطلب إعداده وبثه للمشاهد عن طريق وسائل الإعلام، وضرورة المحافظة على هذه الثروة، وتنظيم رحلات للإعلاميين لإيضاح الجهود الكبيرة في هذا المجال، مع الحديث عن هذه السلالات، وخطر انقراضها؛ لأن المواطن شريك في المحافظة عليها وتنميتها.