محمد البكر

سعودية تعمر وفارسية تدمر

ليس من طبع المملكة أن تعدد ما تقدمه للأخوة العرب، ولا من عاداتها أن «تمن» عليهم، رغم كل الاستفزازات التي تتعرض لها في هذا الشأن. وما دعاني للتطرق لهذا الأمر، هو ما سمعته في إحدى الفضائيات، من إساءة وتشويه للحقائق، من خلال مقارنة سخيفة بين ما تقدمه المملكة وما تقدمه إيران للأشقاء السوريين واليمنيين. لن أتحدث كثيرا عن الجانب الإيراني، لأن في ذلك مضيعة لوقت القارئ، ناهيك عن أن العالم على يقين، بأن إيران ليس لديها ما تقدمه غير الأسلحة والفوضى والإرهاب. إيران لم تعمر مستشفى أو مدرسة، ولم ترسل أغذية وأدوية، وكلما دخلت بلدا عربيا، ساد فيه الخراب والدمار. في إحصائية نشرها برنامج «نور» حول أعداد الطلاب والطالبات في مدارس المملكة، اتضح أن في مدارسنا ربع مليون طالب وطالبة من اليمنيين، وحوالي 150000 طالب وطالبة من السوريين. وهذا العدد أكثر من عدد جميع الطلاب والطالبات لبلد مجاور بما فيهم المواطنون والمواطنات، كان ولا يزال يروج لمقارنة كاذبة عبر قناته النتنة. وإذا كان هذا هو «فقط» عدد طلاب وطالبات البلدين الشقيقين، فلكم أن تتصوروا كم عدد الأسر التي تعيش بكرامة واحترام في المملكة، وكم من الوظائف والمهن التي يمارسها أرباب تلك الأسر في السوق السعودي!!!.صدقوني أنني أخجل من مجرد التطرق للمقارنة بين دولة كالمملكة تعمر، وتعلم وتحمي، وتبني، وبين دولة كإيران تفجر، وتبيد البشر وتحرق الشجر وتدمر الحجر فوق رؤوس الأبرياء. لكنني اضطررت لذلك بعد استماعي لذلك البرنامج المليء بأكاذيب تسيء لوطننا.أما الأشقاء اليمنيون، فهناك ما يقارب المليون يمني مقيمون في المملكة قبل انقلاب الحوثي، ثم تضاعف عددهم بعد الانقلاب، حيث تم تصحيح أوضاع مليون يمني ممن كانوا مقيمين بطرق غير شرعية، يقابلهم الضعوي «وهو الوادي القفر الذي ليس فيه خير» في إيران. ولكم تحياتي