محمد العصيمي

هل فهم الغرب الإرهاب؟!

في مقالة مضى عليها الآن أكثر من ثلاث سنوات قلت إن الغرب في موضوع الإرهاب يكيل بمكيالين: ما يرتكبه العربي أو المسلم يسميه إرهابًا وما يرتكبه غير العربي وغير المسلم يسميه جريمة فردية ارتكبها مجنون أو مجموعة مجانين. وقد حدث هذا قديمًا وحديثًا في أكثر من مكان وزمان. الآن بعد أن تبين أن الإرهاب لا دين ولا عرق ولا مذهب له هل فهم الغرب هذا الإرهاب على وجهه الصحيح؟! ما يبدو لي ولكم أن هناك راية ضخمة وعالية يرفعها الأمريكيون ومن ورائهم كل الغربيين لمحاربة الإرهاب. ونحن معهم في ذلك بدون مواربة أو تردد كما كانوا يفعلون حين كان هذا الإرهاب، المستوطن والمستورد، يسومنا سوم العذاب ويقتل مواطنينا وجنودنا والأبرياء الآمنين من النساء والأطفال. يدنا الآن على كتف هذا الغرب الذي ظن في وقت ما أن الإرهاب عصي على أبوابه وبيوته فإذا به يكتشف أن يد الإرهاب طويلة ولا توفر أحدًا، مسلمًا وغير مسلم، باعتبار أن مذهب الإرهابيين الوحيد هو الترويع والقتل وتشريد الآمنين من أمانهم وبيوتهم. وقد قيل له ذلك من كثير من زعماء ومثقفي ومفكري العالم العربي والإسلامي لكن كانت أذنه الأولى من عجين وأذنه الأخرى من طين.الآن اندحرت داعش في الموصل وستندحر في الرقة كما ستندحر مجاميع وتنظيمات الإرهاب التي لا يمكن أن تصمد كثيرًا أمام الإرادة الدولية متى ما كانت صادقة ومتعاونة. وما سيفاجئنا، بعد هذا التفاؤل العريض بدحر الإرهاب، أن نراه بصورة أخرى واسم آخر لأن هناك من ما زال يعتبره من ضمن أسلحته للنفوذ والسيطرة على المنطقة أو تلك.