انيسة الشريف مكي

هل لديك انتماء لنفسك؟

ترسيخ مفهوم الانتماء من أوجب الضروريات التي يجب أن يفهمها الآباء، والأمّهات قبل الأبناء. الانتماء للدين والوطن أمر محسوم، أما الانتماء للأسرة فهو موضوعنا اليوم، والذي أتمنى على كل أسرة أخذه بعين الاعتبار، وبمزيد من التفكير في نتائجه السلبية ومردوداتها.فما يحدث الآن في بعض البيوت من عدم الالتزام بالنظام العائلي المفترض، أمر مقلق. والذي أعنيه من كلامي، أن بعض البيوت تحولت لفنادق، أفراد الأسرة الواحدة فيها كل في عالمه يعيش، ومع أسرته البديلة، مع الانترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي دون رقيب أمين.الطعام يصل للغرف، مع أن «أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي» واجتماع الأسرة الدائم من أهم عوامل توطيد روابِط التماسك بين أفرادها.القاعدة الأساسية لحماية المراهقين وصغار الشباب من التهور والانقياد لمن لهم التأثير المباشر وغير المباشر عليهم هي قرب والديهم والأسرة منهم، وعكس القاعدة لا شك سيحولهم لإرهابيين ومفجرين.الآن للأسف الملاحظ في بعض البيوت غياب الانتماء بين الأبناء، فلو وُجه سؤالٌ لأحدهم، «هل لديك انتماء لنفسك؟» لوقع في حيرة، فكيف بسؤاله عن الانتماء لأسرته الحقيقية لا لأسرته البديلة، «راسب بدرجة ممتاز»..غلطة الكبار ترك أبنائهم للأسرة البديلة، وانشغالهم غير المقصود، وعدم تطبيق القدوة العملية والمثل الأعلى للأسرة التي هي نواة للمجتمع كله. تدارك هذا الخطأ ليس مستحيلاً ولدينا الوقت الكافي.