عبد اللطيف الملحم

واحة الأحساء وشجرة «الأثل»

الكثير منا يتذكر الماضي القريب عندما كانت المدارس في الأحساء وخاصة التي بنتها شركة أرامكو السعودية عندما كانت تحيط بكل مدرسة مجموعة من الأشجار التي كانت تزيد من جمال البناء وتزيد من تلطيف درجات الحرارة حتى ولو بنسبة بسيطة. فقد كانت هذه الأشجار والتي أغلبها من نوع «الأثل» الذي يتحمل الجفاف وينمو بارتفاعات عالية وسط تربة جافة. وكان زرع مثل هذه الأشجار امتدادا لمشروع كبير لوقف زحف الرمال باتجاه واحة الاحساء والذي يعتبر أكبر خطر كان يهدد الواحة.وتم البدء في المشروع منذ أكثر من 50 عاما والذي بعد الانتهاء منه تم وقف زحف الرمال. ولا أعرف لماذا اختفى هذا النوع من الأشجار ولم نعد نهتم بزراعته رغم أننا رأينا فاعليته حديثا بعد أن تمت زراعته بالقرب من مدينة أبقيق قبل عدة عقود من الزمان. وفي الوقت الحالي تطور العلم وتطور معه علم استخدام المياه باقتصاد. وإضافة لذلك تطور معه استخدام المياه التي يتم استهلاكها ولكن من الممكن أن يتم إعادة استخدامها بعد أن تمر بمراحل تنقية ليتم إعادة استخدامها في مشاريع التشجير. والكل يسأل أين شجرة الأثل من طريق مطار الملك فهد الدولي بالدمام الذي يختفي تماما بمجرد هبوب رياح محملة بالرمل في وقت نرى فيه حاليا مشروع تشجير بمحاذاة طريق الدمام- أبقيق. وفي الوقت الحالي ومع التغير المناخي وشح المياه والتأثير الواضح من موجات الرياح المحملة بالرمال فمن المفروض أن تكون لدينا دراسات جاهزة لأفضل الحلول لوضع أحزمة من الأشجار حول المدن. وحاليا بدأنا نرى التشجير في الطريق المؤدي بين الدمام وأبقيق.. فلماذا لا تمتد الفكرة لتشمل محيط كل مدينة؟