لمى الغلاييني

انشر فيروساتك الإيجابية

نمط حياتك وخياراتك يؤثر في الآخرين والعالم المحيط، فللأمور دوما عواقب، ساء منها ما ساء وحسن منها ما حسن. نميل دوما للتركيز على السؤال المحوري: «ما الذي يعنيني في هذا؟ وما فائدتي المباشرة منه؟»، مما يصرف الأنظار عن الآثار المترتبة ويسقطها من دائرة الاعتبار، فلا نشعر البتة بما تسهم فيه افعالنا، ونبرر لأنفسنا: «ما أنا إلا فرد، فأي ضرر عساني أحدثه؟ وأي عون عساني أقدمه؟».يخبرنا مفهوم «الست درجات للفجوة الفاصلة»، بأن أي فرد في العالم لا يفصله عن آخر سوى ست خطوات، وأن سلوكنا لديه من التأثير المباشر أو غير المباشر ما يصيب كل فرد على سطح الأرض، وأي تغييرات طفيفة تولد تغييرات كبيرة وتحولات ملموسة في الآخرين على المدى الطويل.هناك كذلك مصطلح «تأثير الفراشة»، وهو يوضح أن الحدث قد يكون بسيطا في ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتي يفوق حجمها حدث البداية، بشكل لا يتوقعه أحد، وهو ما عبر عنه مفسرو النظرية بأن رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب عنه رياح في أبعد الأماكن.لست مراقبا سلبيا للعالم، ولو كان هناك من شيء ينبغي تغييره حولك فأنت مَنْ سيحدثه، ومهما يكن شعورك في هذه اللحظة إزاء حياتك فالمكان الذي أنت فيه الآن هو المكان، الذي قدِر لك لتكون فيه، وما تمر به حقا هو لحظة تهيؤ لدفع حياتك قُدما كي تخطو داخل حقيقة ما خُلقت لتكونه، ويمكن لمساهمة واحدة منك أن تبدل أحوال مَنْ حولك، وبدورهم سيشاطرونها مع غيرهم، كما لو كنت فيروسا إيجابيا يستشري في عالمنا دون قيد، فهل تتخيل جمال العدوى؟ فالأمر برمته يبدأ بك ومنك.