عبد اللطيف الملحم

عيون العالم والشأن السعودي

قبل عدة أيام كنت ضيفًا في مناظرة تلفزيونية في محطة التلفزيون الروسية الدولية الناطقة باللغة الإنجليزية للحديث عن المملكة العربية السعودية وإيران. وكان في الطرف الآخر أحد المحللين السياسيين من إيران متواجدا هناك. وقبل المقابلة التلفزيونية طلبت من معد البرنامج حال وصولي إلى استديو البث في مملكة البحرين أن يقوم بقطع البرنامج في حالة قيامي بالحديث وسرد النقاط الخاصة بمشاركتي إذا قاطعني الضيف الآخر أو أدخل موضوع ما يجري بين المملكة ودولة قطر أو حاول ادخال قرارات المملكة فيما يخص الشأن السعودي لكي يحاول توجيه دفة النقاش. وبالفعل هذا ما حدث وتم قطع برنامج اللقاء قبل انتهائه. ولكن في الواقع ما شدني هو أن الشأن السعودي والقرارات السعودية التي تهم الداخل السعودي من أوامر ملكية وغيرها أصبحت في الحقيقة شأنًا عالميًا في دلالة على أن المملكة تتمتع بهيمنة وتأثير على كل ما هو إستراتيجي ليس في المنطقة وحسب، بل وعلى الصعيد العالمي. وقد رأى العالم مرات ومرات كثيرة سلاسة انتقال السلطات بين أفراد الأسرة الحاكمة في وقت نرى فيه الشعب السعودي يكون دائما واقفًا خلف قيادته.. والآن أصبح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًا للعهد.في البداية فواضح أن انتقال السلطة أو التغيير في المناصب الحساسة كولاية العهد في المملكة يعتبر من الأكثر سلاسة في العالم. فتجد من تم تعيينه موجودا في نفس المكان مع من تم خروجه من المنصب. بل وأكثر من ذلك أنك ترى المواطن يبارك لمن تم تعيينه ويتمنى الخير ويشكر من خرج من المنصب بنفس الطريقة. وقد رأى العالم كيف أن آخر تغيير في منصب ولي العهد تم بكل شفافية وعفوية ولقاء حميم ومبايعة صادقة بتواجد ولي العهد سابقا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي العهد الجديد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في موقف أسكت كل مشكك وعكس مدى صلابة بيت الحكم في المملكة منذ أن أسسه وأرسى قواعده جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. ومع أن ما جرى في قصر الصفا هو أمر طبيعي في نظر المواطن السعودي أو لمن يعرف أسس الحكم في المملكة، إلا أن هناك قلة في الخارج أرادت التشويش لتأتيها الردود المتتالية ليس من المؤسسات الرسمية، بل من نبض الشارع السعودي الذي أثبت مرارًا وتكرارًا صلابة العلاقة بين الحاكم والمحكوم وانعكاس مدى الثقة في قرارات الدولة التي من همومها رفاهية المواطن. وأمر مهم أصبح حديث القاصي والداني وهو الأحاديث الجانبية بين أفراد الأسرة الحاكمة والمواطنين التي رآها العالم في وقت الكل يعلم عن ما تمر به المنطقة من عدم استقرار وتحديات لم ترها المنطقة من قبل... ولهذا فعيون العالم تتابع شأن مركز العالم... المملكة العربية السعودية.