محمد البكر

لا تضيعوا فرصة الفرح

في حياتنا نماذج متنوعة من البشر، منهم مَنْ يفرح لأي فرصة تلوح أمامه، مهما كانت معاناته أو ظروف حياته. وآخرون يبحثون عن النكد حتى لو منحهم الله كل الخير، من رغد العيش إلى الصحة والعافية والذرية الصالحة. حياتهم كلها حسرة، ووجوههم دائماً عابسة، فلا ابتسامة ولا رضا ولا قناعة. لا يعرفون كيف يستمتعون بحياتهم، ولا يذكرون ما أعطاهم الله من نعم، فلا يحمدونه ولا يشكرونه. في الشهر الفضيل الذي انقضى، مرت أمامنا مشاهد محزنة، وقصص تدمي القلوب وتبكي العيون، منهم أناس نعرفهم وقريبون منا، وآخرون سمعنا عن قصصهم المحزنة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فهذه عائلة تفقد خمسة أشقاء جميعهم في عمر الزهور في حادث سير، وأخرى ودعت عزيزا لها رحل عنهم بمرض لم يمهله طويلاً، وثالثة لم ينته عزاء أحد أبنائها، إلا وقد فتحت العزاء ثانية لإحدى فتياتها.قصص فيها من الدروس والعبر، ما يجعل الكثير من الأمور التي تواجهنا وتؤثر على مزاجنا بلا قيمة أو معنى. فماذا يعني أن تفقد قليلا من دخلك، أو تغضب من تصرف صديق لك، أو تشعر بالملل والضجر، أمام مَنْ ابتلاهم الله بالأمراض، أو أمام مَنْ فقدوا أعزاء لهم وأحبابا!!.تجاهلوا الأشياء السلبية في حياتكم، وركزوا على النعم التي أنعم الله عليكم بها وحرم غيركم منها، ولا تضيعوا لحظة واحدة يمكن أن تمنحكم السعادة والأمل.الحياة لا تخلو من المشاكل والهموم. والعاقل مَنْ يضع همومه ومشاكله تحت أقدامه ليعلو عليها، فيرى الشمس آتية من بعيد، والأحمق مَنْ يستسلم لها فتدفنه ليموت وهو على قيد الحياة. انتهزوا فرصة الفرح، ولا تتركوها تذهب بعيداً عنكم، لأنها إن ذهبت قد لا تعود لكم أبداً. وكل عام وأنتم بخير.