خليل الفزيع

ضحايا الإرهاب الأبرياء

مايجري في العوامية من أحداث إرهابية لا يمكن النظر إليه إلا من خلال اعتباره تنفيذًا إجراميًا لمخططات أجنبية تتبناها جهات تنظر إلى هذا الوطن بعين الحقد والكراهية، وتستغل ضعاف النفوس وتغرر بهم ليصبحوا دمى لا إرادة لها ووقودًا لأطماع قومية، تتخذ من النزعة المذهبية غطاءً لجرائمها، ووسيلة لتحقيق مآربها الإرهابية المعلنة، وهذا تحديدا ما تفعله إيران، وما لم تزل هذه الغشاوة عن عيون المضللين، فسيظلون في غيهم يعمهون، وفي ضلالهم يغرقون، وفي جرائمهم يمتحون من مستنقع الإرهاب، وأوحاله النتنة. وقد أحسنت الدولة صنعًا عندما أقدمت على هدم وكر الإرهاب «المسورة» وتحويله إلى مركز تجاري يخدم القطيف بكاملها، ويغير صورة العوامية التي شوهتها أيد تلوثت بدماء الأبرياء، وأساءت إلى سمعتها نفوس غادرة تربت على الحقد بعد أن استُلبت عقليا وروحيا من أناس باعوا أنفسهم للشيطان، وعملوا على تدمير العالم بواسطة شعارات باطلة اتخذت من المذهب مطية لتحقيق أهداف قومية لحضارة بادت منذ قرون.إيران الحالمة بإمبراطورية وهمية لا تزال سادرة في غيها بإثارة الفتن في ربوع الوطن العربي، مستغلة سذاجة الغوغاء والمضحوك عليهم والضالين، الذين لا يراعون للدين حرمة، ولا للوطن ذمة، فانساقوا كالقطيع، يقودهم ملالي طهران بحبل من مسد الجهل نحو الهاوية، وتسوطهم عصا الولاء الأعمى باتجاه الخطايا الغوغائية ضد المبادئ والأخلاق، وفي زوبعة التجهيل تضيع مصلحة الوطن، ويضيع معه الانتماء والهوية، فأيهما أولى بالوفاء: عدو يقدم الدليل تلو الدليل على أنه يتخذ من المذهب مطية لتحقيق مآربه التوسعية، وأهدافه التخريبية؟ أو وطن يقدم الدليل تلو الدليل على الرعاية والحماية والوقاية، وما يعنيه ذلك من الأمن والاستقرار والرفاهية؟ّ رجال أمن ومواطنون عاديون، يقعون ضحية الإرهاب الممول من إيران، فماذا يعني ذلك سوى الخيانة العظمى للوطن، والجريمة الكبرى في حق المواطن، وهذا أمر لا يقره دين ولا يقبله مذهب، ولا يسلم به عقل يرى النكبات التي تخلفها إيران والحرائق التي تشعلها في كل مكان تحل به، ليحل به الدمار الشامل للمنجزات التاريخية والاقتصادية والعمرانية، وينسى المغرر بهم أن يد العدالة ستطالهم إن عاجلا أو آجلا، لأن يقظة رجال الأمن لهم بالمرصاد، ولن يفلت منهم أحد. وعلى المجرم تدور الدوائر. الوطن هو مصدر أمن واستقرار ورفاهية المواطن، وهي مكتسبات يدافع عنها الجميع بأرواحهم وأموالهم وبكل غال ونفيس، يقول مصطفى صادق الرافعي: بلادي هواها في لساني وفي دمي يُمَجِّـدُها قلبي ويَدْعُـو لها فمي ولا خـير فيمـن لا يُحـبُّ بــلادَهُ ولا في حَلِيفِ الحُبِّ إنْ لم يُتَيَّمِ ومـن تُـؤْوِهِ دارٌ فيجْـحَـدُ فَضْلَهــا يَكُــنْ حَــيَواناً فـوقه كلّ أعْجَمِ