محمد يحيى الشهراني

المدير المستأسد شعاره «فرّق تسُد»!

في معظم المنظمات المتأخرة إدارياً وتنظيمياً تلاحظ كثرة شكاوى الموظفين من حالات التسلط الإداري، ويعود سبب الترهيب والسلوك السيئ في مكان العمل إلى حب السيطرة على الآخرين بشكل كامل، معظمنا قابل في عمله المدير المتسلط لكننا نجهل كيفية التعامل معه، وكثير منا كان يضطر إلى ترك العمل، بسبب تلك المشاكل التي تحدث بسبب ذلك المدير، والمدير المتسلط هو الذي يستخدم جميع الأنظمة واللوائح والتعليمات والتوجيهات القديمة والحديثة الناسخة منها والمنسوخة لفرض إرادته عليك سواء كنت مخطئًا أو مصيبًا ولا يتردد في استخدام أساليبه الشخصية ورؤيته الخاصة للأمور في كبح جماح آرائك ومقترحاتك.كما أن المسؤول المتسلط يعتقد بأن تجاهل الموظف ومضايقته أفضل طريقة لانقياده وترويضه، وإذا لم يستجب فإن الإبعاد والنفي عن موقعه إلى موقع آخر بعيد عن موقعه الحالي هو الطريقة المثلى لتأديب هذا الموظف المتميز صاحب الفكر والرأي الذي وجوده بمثابة خطر عليه في قادم الأيام. ولهذا المدير استراتيجية مفضلة تتمثل في حجب المعلومات عن الموظفين وبتعامله مع كل واحد على حدة على طريقة فرق تسد. وهذا النوع من المسؤولين لا يقبل أن تصحح خطأ وقع فيه حتى وإن كان خطأ إملائيًا أو نحويًا، وإن تجرأت على ذلك فسوف يحرف الموضوع إلى موضوع آخر يتهمك فيه بالوقوع بخطأ جسيم يشكل خطراً على منظومة العمل، والمتعارف عليه عند هذا النوع من المدراء أنه يريد أن يعفيك من التفكير والتقدير فهو الذي يحدد إجازتك السنوية ويعرف الموعد المناسب لها أكثر منك، ويعلم متى يرشحك للتدريب إذا سنحت الظروف التي غالبًا لن تسنح. أما تقويم الأداء الوظيفي فهو يبخس الناس أشياءهم لاعتقاده أن إعطاء الموظف درجات عالية- وإن كان يستحقها- ترفع روحه المعنوية التي يريدها هو أن تكون منخفضة كدرجات الحرارة في بلادنا والتي قد قاربت الخمسين درجة كما أنها تساهم في ترقيته ونموه الوظيفي فيصبح في يوم من الأيام منافسًا له.ويسود اعتقاد خاطئ عند كثير من الموظفين بأن المدير المتسلط يتمتع بشخصية قوية والحقيقة أن المدير المتسلط شخصيته ضعيفة جداً إما لضعف تعليمه أو لجهله وإنما يلجأ إلى التسلط كمحاولة منه للتعويض نتيجة شعوره بالنقص ويمكن التأكد من هذه الحقيقة بأن تسأل أقرانه قبل أن يصبح مديرًا أو ملاحظته بعد أن يجبر على ترك كرسيه فيظهر على حقيقته دون رتوش.وباختصار شديد فإن المدير المتسلط يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب لذا يستحق جائزة على سلوكياته الإنسانية وأساليبه الإدارية التي لا ينافسه عليها أحد من زملائه المديرين وهي جائزة أسوأ مدير التي يستحقها عن جدارة والسؤال المهم هو: رغم كل هذا لماذا يُترك هذا المدير المتسلط دون متابعة أو مُحاسبة أو مراقبة من المنظومة التي يعمل فيها؟!