محمد العصيمي

قطر المعزولة!!

غير كوريا الشمالية ليس هناك دولة مشاغبة ومؤذية تم الصبر عليها في محيطها الإقليمي وعلى المستوى الدولي مثل قطر. لأكثر من 22 سنة، بحسب بيان قطع العلاقات السعودية- القطرية، فإن المملكة منذ عام 1995 تبذل الجهود لحث قطر على الالتزام بالاتفاقيات والتعهدات إلا أن قطر ما زالت تنكث بعهودها. هذا يعني أن دول الخليج ومصر، ودولا عربية أخرى، لم تعد تحتمل التصرفات القطرية، وليس أمامها من خيار سوى الكي باعتباره آخر العلاج.سيعرف القطريون الآن أن دولتهم التي طال أذاها وامتد الصبر عليها من أشقائها لأكثر من عقدين أصبحت معزولة تماماً عن محيطها؛ إلى درجة أن دول الخليج اضطرت إلى إغلاق المنافذ بشكل كامل، وإعلان عدم سفر أبنائها إلى قطر أو العبور منها أو الإقامة فيها. وكل منصف لا يمكن أن يفسر هذا الموقف الخليجي الحاد جداً إلا من باب أن هناك حقائق دامغة عن عبث النظام القطري بمكونات هذه الدول الشعبية وتهديده لسلامة واستقرار أنظمتها ومجتمعاتها.لذلك فإنه ليس أمام النظام القطري الآن سوى أن يعود إلى رشده ويعيد القطريين إلى أهلهم ومحيطهم الخليجي الذي سلبه منهم مجموعة من شذاذ الآفاق الإخونجية والإعلاميين الذين استخدموا أرضهم وأموالهم للإساءة وتهديد أشقائهم وأرحامهم وأصدقائهم. وعلى القطريين، إذا أرادوا عودة سالمة وغانمة إلى أهلهم، أن يلفظوا هؤلاء الشذاذ والمرتزقة ويقاطعوهم، في كل مكان وكل مناسبة، على المستوى الشعبي إلى أن يرحلوا ويتركوهم بسلام في بلدهم ومحيطهم.ليس هناك أسهل من أن يسأل القطري نفسه: ماذا كسب كل هذه السنوات من مناحرة نظامه ومرتزقة هذا النظام لجيرانه وأشقائه؟! وقتها سيعرف أنه لم يكسب شيئاً بقدر ما تراكمت خساراته إلى أن أصبح معزولاً ومحاطاً بالريبة والتوجس من مواقفه وتصرفاته. وهذا ما لم نكن نتمناه لأشقائنا القطريين لولا أن نظامهم وضعهم في هذا المأزق واضطر دول الخليج إلى عزله؛ بعد أن اختار أن يبقى على ما يسميه ثوابت النظام القطري، تلك الثوابت التي تهدد أمن جيرانه وسلامة مجتمعاتهم.