د. مبارك الخالدي

المشاريع الأسبوعية لوزارة التعليم

قرأت صباح أمس في إحدى الصحف المحلية الكلام التالي: «أكدت وزارة التعليم أنها ستنفذ برامج تنشيطية في التطوير المهني للمعلمين خلال أسبوع التهيئة قبل عودة الطلاب خلال الفترة من 19-23 من ذي الحجة». وفي الحال تذكرت قرار معالي وزير التعليم تشكيل لجنة لدراسة ظاهرة تمزيق الكتب وإيجاد حلول ناجعة خلال أسبوعين وذلك في أعقاب حادثة تمزيق طلاب إحدى المدارس في تبوك كتبهم بعد الانتهاء من الاختبار. وقد كتبت معلقًا على الدراسة ذات الأسبوعين بما مفاده أن دراسة تلك الظاهرة قد تحتاج إلى سنوات.ما جعلني أتذكر قرار معالي الوزير هو الأسبوع الذي خصص لبرنامج تطوير المعلمين قبل بداية العام الدراسي القادم، الأسبوع ذكرني بالأسبوعين ومن هذا -الأسبوع والأسبوعين- أدركت حقيقة من الحقائق ذات العلاقة بوزارة التعليم، وهي أنها وزارة السرعة كما يبدو. فالمشكلة التي قد يتطلب حلها سنوات تقرر حلها في أسبوعين، وما يتطلب تحقيقه برامج طويلة ومستمرة تتطلع الى إنجازه خلال أسبوع مثل تطوير المعلمين.خلال أسبوع واحد فقط قبل بدء الدراسة ستطور وزارة التعليم المعلمين والمعلمات مهنيًا عبر برنامج لم يتضمن الخبر أي تفاصيل عنه، ربما لعدم وجود أي تفاصيل فلربما هو الآخر -أقصد البرنامج- سوف يصار إلى إعداده قبل بدئه بأسبوع أو أسبوعين، وتعميمه على إدارات التعليم في المناطق التي قد يطلب منها رفع التقارير خلال أسبوعين بعد تنفيذ هذا البرنامج التطويري. «العليقة عند أو قبل الغارة ما تنفع»، وربما يمكن قياسا على المثل الشعبي التشكيك في إمكانية رفع كفاءة المعلمين وتطوير مهاراتهم وقدراتهم عن طريق برنامج قصير الأمد ينفذ في زحمة الاستعداد لعام دراسي جديد. تطوير أداء المعلمين يحتاج الى برامج عديدة ومستمرة، ولا يقل أهمية عن ذلك كيفية التأكد من نجاح البرامج التطويرية في تحقيق الأهداف التي وضعت وصممت بهدف تحقيقها، وما هي آليات قياس وتقويم تطوير كفاءات ومهارات المعلمين، وتقويم البرامج ذاتها واخضاعها للمراجعة.المأمول ألا يكون البرنامج المذكور صمم وأعد خلال زمن لا يزيد عن زمن تنفيذه، وألا يكون للاستهلاك الإعلامي وتتوقف أهميته على التقارير التي ترفعها إدارات التعليم للوزارة.