هند مقبل المسند

التكرار يعلم

وهذا هو المفروض ولكن الحاصل العكس. يرد إلينا الكثير من برامج وسائل التواصل والتي تتحفنا دوماً بهذه العبارات (آخر جمعة.. دعاء مستجاب.. رددها عشر مرات وستدخل الجنة. انشر تؤجر.. اذا منت محتاج غيرك محتاج) وكأن الزمن سيتوقف وينتهي في هذا اليوم أو وكأنه اليوم المهم من نهاية كل شهر، وإلى أن يصلكم مقالي في يوم الجمعة والتي هي الأخيرة من شهر شعبان ستنهال عليكم الكثير والكثير من الرسائل التي ستقول لكم (هلموا.. شمروا.. افعلوا.. اذكروا.. اركضوا) انها آخر جمعة يا قوم من شهر شعبان وغدا سيكون رمضان. لا أعرف ما الذي سأصف به من يتابعون إرسال هذه الرسائل دون أدني فكر في ماهيتها وصحتها بل وأهميتها. غير المعقول في الموضوع أن الرسائل التوضيحية انهالت على كلمة (غير فاقدين ولا مفقودين) وعدم صحتها، وهذا بحد ذاته كفيل بأن ينقلك لعالم القراءة والتفكر والبحث والنظر قبل أن ترسل أي أمر فكيف إن كان في العبارة المرسلة حكم شرعي.للأسف إن رسائل برامج التواصل الاجتماعي أصبحت ترسل بلا هدف ولا قراءة، وديتها هي الإرسال لإراحة النفس من الاتصال المباشر والذي أصبح يجهد الناس ويأخذ القليل من وقتهم، رسائل برامج التواصل أصبح ضررها اكثر من نفعها، فمن عبارات غير شرعية لاحاديث ضعيفة لأخبار مكذوبة وإشاعات منشورة وذنوب تتكاثرعلى العباد من خلالها دون وعي وإدراك من قبلهم.حين ارى الرسائل تنهال بهذه الصورة من جهات متعددة ومتفاوتة الطبقات لا يرد إلى ذهني إلا أمر واحد فقط، إن إعمال العقل قد انتهى وإغفال القراءة قد بدأ. وهذه بداية النهايات في العقول والتي أصبحت بلا عقل. بقي الآن أن اقول لكم.. قال تعالى «وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»، وقال تعالى «وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً» وسيجد الكاتب والناقل والناشر كل ذلك في كتاب أعماله.نصيحة: لا تنقل إلا المفيد الذي ينير صفحتك يوم القيامة.كن داعيا للخير ﻻ داعيا وناشرا للشر، وأخيراً كن قدوة لنفسك وأهلك وصحبك.