عبد اللطيف الملحم

الملك سلمان وتسيير السياسة الدولية

في يوم الأحد الماضي تشرفت بأن أكون أحد المتواجدين في حفل الغداء الذي أقامه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على شرف فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامب وضيوف مؤتمر القمة العربية الإسلامية الأمريكية من زعماء وسياسيين من العالمين العربي والإسلامي وضيوف من مؤسسات مدنية وعسكرية. وتلا حفل الغداء، عقد مؤتمر، ألقى فيه الملك سلمان كلمة، وضعت الكثير من النقاط على الحروف، شملت الكثير مما يجري في المنطقة والعالم. وبعد ذلك تم إلقاء عدة كلمات من بعض الزعماء، ولكن كانت كلمة الرئيس الأمريكي الكلمة الرئيسة، والتي اعتبرها الكثير من أقوى كلمات الرؤساء الأمريكان وأكثرها شمولية. ومن خلال كلمة الرئيس ترامب تأكد للجميع ما تناقله الكثير من أن مؤتمر بهذا الحجم ومع ذلك تم ترتيب كل شيء في وقت قياسي، وهو أن المملكة العربية السعودية ليست قادرة على تنظيم مؤتمر وحسب، ولكن قادرة على تغيير مسار واتجاه كثير من السياسات ومنها سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر الأقوى اقتصاديا وعسكريا والأوسع نفوذا. فمؤتمر بهذا الحجم ظاهرة غير مسبوقة، استطاعت المملكة من خلال مركز قوتها وما تتمتع به من سياسة ثابتة وحازمة أن تظهر للعالم أجمع قدرتها على الاستدامة، وتخطي كل العقبات منذ أن تم تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه-. وبالفعل كانت إحدى نقاط حديث الرئيس الأمريكي عن ثبات وصلابة العلاقات السعودية الأمريكية. بل ان الرئيس الأمريكي أعلن عن زيارته للمملكة لتكون الأولى له خارج الولايات المتحدة؛ لمعرفته بمدى تأثيرها على مجرى جميع الأمور، رغم أن البعض في العاصمة واشنطن كان يرغب في التأثير على توجهات سياسته الخارجية، ولكن كان واضحًا أن المملكة استطاعت أن تغير الكثير من توجهات السياسة الأمريكية التي كان واضحًا أهمية إعادة الكثير من الأمور إلى سابق عهدها، ليتخلل هذه الزيارة توضيح من الرئيس الأمريكي عن خططه المستقبلية سياسيا واقتصاديا، إضافة إلى توقيع الكثير من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية بين المملكة وأمريكا، لتزيد صلابة العلاقة الإستراتيجية. لقد استطاع قائد مسيرتنا الملك سلمان التحضير لخلق جو من الاستقرارين السياسي والأمني في المنطقة والعالم بأسلوب ليس من السهل حتى على الدول الكبرى تحقيقه.