كلمة اليوم

الرياض.. عاصمة قمم صناعة السلام

في أضخم وأكبر وأهم تجمع سياسي على مستوى العالم ينعقد خارج مقر الأمم المتحدة، تحتضن الرياض ابتداء من اليوم السبت ثلاث قمم تاريخية: «سعودية أمريكية»، و«خليجية أمريكية»، و«عربية إسلامية أمريكية».. من المنتظر أن تنعكس آثارها على عديد الملفات، خاصة بعد جولة المحادثات بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي اختار المملكة منطلقا لجولاته الخارجية، حيث سيلتقي فخامته القادة الخليجيين، وأكثر من 55 رئيسا وممثلا لدول عربية وإسلامية، سيشاركون معا في التمهيد لتجفيف منابع الإرهاب، والتعاون الوثيق من أجل عالم أكثر أمنا بعيدا عن الغلو والتطرف، وتوظيف الدين لأجندات سياسية، كما أنه من المتوقع أن تتعامل هذه القمم التاريخية ببرنامجها الحافل مع العامل الاقتصادي، بغية تعزيز أداء الاقتصاد العالمي، والسعي عبر الجهود المشتركة لتأسيس المزيد من الشراكات، وبناء الاتفاقيات في كل ما من شأنه دعم اقتصادات الدول كافة، ورفع كفاءة المعيشة، وتحقيق فرص العمل لاستيعاب الشباب، وبالتالي منع استغلالهم في التطرف أو المخدرات. ويكتظ جدول أعمال هذه القمم بالكثير من العناوين السياسية والاقتصادية والتجارية، التي ستفتح أمام المنطقة والعالم آفاقا واسعة للتعاون وتبادل المعلومات والخبرات في كل ما يصب في خانة الأمن، ويقطع الطريق على التوتر، ويعيد الأمن إلى بؤر النزاع، ويحول بين تلك الميليشيات والدول التي تدعمها، وبين استغلال الفراغ التنسيقي بين دول المنطقة والعالم لبث سمومها، واستثمار الواقع المأزوم لتمرير أجندات التطرف والإرهاب واختطاف المجتمعات تحت عناوين دينية ومذهبية، حيث تأتي هذه القمم لتبرم فيما بينها العهود الأخلاقية التي تضمن كرامة الإنسان أينما كان، وحقه في العيش بأمن وسلام، وهو ما افتقدته المنطقة بالذات منذ أن تسللت إليها فكرة تصدير الثورة عبر أحلام ثورة الخميني عام 1979م، والتي وجدت ضالتها في المناخ الأمني المنفلت الذي نجم عما يسمى بالربيع العربي. ولعل هذه القمم التي حشدت لها المملكة كل سبل النجاح، انطلاقا من دورها ومسؤولياتها الأخلاقية الدولية، والتي جعلت الرئيس الأمريكي يرشحها لأولى زياراته، ويدعو لعقد هذه القمم في كنفها، في إشارة واضحة على ثقة العالم في دورها، نقول: لعل هذه القمم تكون هي الباب الذي يسد طريق الحروب، ويفتح دروب الأمن والسلم والحياة الكريمة أمام كل شعوب العالم.