محمد البكر

عيدان وأولاده الأربعة

من الطبيعي ألا يعرف أحد الشخصية التي اخترتها لتكون محور مقال اليوم غير أهل الخبر القدامى. وربما تستغربون أن يخصص كاتب مقالًا عن شخص لا يعرفه غير أهل مدينته، وليس له بصمة خارجها. فقد جرت العادة أن تكتب المقالات عن الشخصيات ذات الأسماء الرنانة.«عيدان» رحمة الله عليه، هو أحد مؤسسي الرياضة في الخبر، ويقول عنه المربي الفاضل عبدالله فرج، إنه هو من أقنعه باللعب لفريق الهلال بالخبر عام 1942، وكان أول سائق لأول رئيس لشركة أرامكو الظهران، وأنه ورغم بساطته وتعليمه المتواضع، إلا أن شخصيته قيادية.«عيدان» صاحب أول محل تجاري في «شارع السويكت»، فلم يكن في ذلك الشارع محلات لبيع الملابس والكماليات غيره، ولولا قيام أسرة السويكت ببناء ذلك الجامع، لأطلق عليه الناس شارع عيدان.ما دعاني للكتابة عن هذه الشخصية بعد رحيلها بسنوات، هو انتقال رابع ابن من أبنائه إلى رحمة الله، ثلاثة منهم رحلوا وهم في عز شبابهم قبل أن يلحق بهم شقيقهم الأكبر «أحمد»، جميعهم رحلوا بسبب مرض السكر وما تلاه من فشل كلوي.كان «أحمد» مثل أبيه يعشق «الخبر»، وكان ينقل برسائله وكاميرته للصديق والزميل سليمان العمير مشرف صفحة «اليوم والناس»، كل ما يصادفه من سلبيات في شوارع معشوقته.رحلوا جميعا إلى رحمة الله، وتركوا قصصا وحكايات، بدأت بمواطن بسيط وانتهت بمواطن عاشق لمدينته، مرورا بمرض السكر الذي قضى على أحلام أحمد وأشقائه.هذا الرحيل المؤلم هو الذي دفعني لأن أكتب عن هذا الإنسان الذي عاش على هامش التاريخ تاركا بصمة لا تنسى لمدينته ومجتمعه. رحمهم الله جميعا. ولكم تحياتي