علي السلمي

فترة ضباب أخرى !!

■ من الطبيعي جدا أن يفشل اتحاد كرة القدم في أول اختبار حقيقي له طالما أن انتخابه في الأصل لم يكن قائما على مبدأ الانحياز للأفضل واختيار الأجدر وإنما على المجاملات والتحالفات خصوصا أن رئيسه الحالي يبقى مرشح اللجنة الأولمبية..■ ومن الطبيعي أيضا أن يفشل اتحاد كرة القدم في السير بالكرة السعودية نحو شاطئ الأمان وتحقيق العدالة المستدامة طالما أنه بعد انتخابه لم ينقّب عن الكفاءات الإدارية والقانونية المشهود لها بالخبرة والممارسة الفعلية في هذا المجال، بل ركز في اختياراته على ذوي الميول الواحدة وبوأهم رؤوس لجانه الفرعية بصرف النظر عن قدراتهم..■ ما حدث في قضيتي محمد العويس وعوض خميس يكشف حالة الوهن والضعف التي يعاني منها الاتحاد الذي شهد تملّص أعضائه من المسؤولية وباتت القضيتان أشبه بكرة اللهب، الكل منهم يقذفها على الآخر خوفا من المواجهة..■ ومع أن قضية اللاعب محمد العويس واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار إلا أن الأيادي المرتعشة علقتها لأكثر من ثلاثة أشهر بداعي الدراسة المستفيضة وفي نهاية المطاف وبعد الضغوط الإعلامية تم إصدار القرار المتوقع وهو تبرئة الأهلي واللاعب مما نُسب إليهما من إدارة الشباب..■ أما أم القضايا وهي قضية عوض خميس فلم تجد «القوي الأمين» الذي يتصدى لها ويصدر العقوبات ويتحمل تبعاتها، رغم تشكيل لجنة خاصة لدراسة كافة الأوراق المقدمة من أطراف القضية، وبالتالي لم يجد اتحاد اللعبة أمامه مخرجا سوى اللجوء للتصويت للفصل فيها بدلا من الالتفاف على اللوائح البالية وإصدار قرارات تعسفية تهدف إلى إلحاق الضرر بطرف دون آخر..■ هذه القضية الساخنة التي أُشبعت طرحا قانونيا على مدى الأيام الماضية، وتأجل الحكم فيها بشكل قطعي أكثر من مرة، قد يُسدل الستار عليها اليوم الأربعاء ما لم يكن للاتحاد رأي آخر، ولكن القرارات المنتظرة إذا لم تكن منصفة وعادلة فإن اتحاد اللعبة سيفتح عليه أبوابا لن تُغلق بسهولة..■ أخيرا، نصيحتي لرئيس الاتحاد الذي رفع شعار «عصر ذهبي جديد» أثناء حملته الانتخابية، وأصبح أمرا واقعا علينا تقبُله، أن يعيد النظر في الكوادر التي استعان بها لمعاونته على تسيير شؤون اللعبة، فليس عيبا أن يعترف بأخطائه ويعلن التصحيح بإجراء غربلة يستقطب من خلالها الكفاءات المؤهلة إداريا وقانونيا، أما إذا أصر على سياسته الحالية فإن كرة القدم لدينا مقبلة على عصر مُظلم جديد..