صحيفة اليوم

أصدقاء الفشل.. أعداء النجاح

عزيزي رئيس التحريرالنجاح سمة استثنائية في مجتمع نام يمارس تطوره بثقل وبطء شديدين، وعندما اقول مجتمع فان ذلك يعني انه امر مخصوص ونسبي يختلف باختلاف المجتمع ذاته..واعداء النجاح يتواجدون في كل وسط فاشل كان او ناجح مع اختلاف بين في قدرتهم على التأثير في كلا الوسطين.. عندما يحقق الفرد منا نتائج باهرة طبقا للخطة المرسومة مع مراعاة كافة الجوانب التنفيذية المتعلقة بها يكون قد خلق نجاحا يسترعي الانتباه من جميع النظراء والزملاء ومن هنا يكون المراقب ذا العلاقة في مفترق طرق.. خاضعا لمستوى الخلق والتربية التي حصل عليهما خلال حياته وعادة ما يظهر اعداء النجاح في هذه المرحلة معلنين الحرب في ذواتهم تجاه هذا او ذاك.قد يتساءل البعض ولم؟ الجواب: هو ان الفرد الناجح عادة ما يختطف الاضواء ممن هم اقل نجاحا لقاء تميزه.. هذا بدوره يحرك كوامن الغيرة التي تتحول في بعض الاحيان الى حقد دفين غير مبرر تحاك على طاولته المؤامرات وتدبر على غراره المكائد.النجاح يمثل نقلة نوعية اذا ما كان في وسط فاشل، والفشل هنا لا يظهر اذا كان فاشيا في مجتمع او وسط ما الا على صورة نجاح وحين تشرق شمس الابداع لا يبقى لشموع الفشل مكان.. يجب ان لا يكون اولئك عائقا في وجه المبدعين فالمبدعون عادة ما يملكون الطرق السليمة للتغلب على كل ما يواجههم من صعاب ، والتي عادة ما يشيع عنها الآخرون بأنها تذمر بينما هي حلول عملية وفق ضوابط علمية تستند على الابداع، وطرق التغلب هذه ليست مدار حديثنا وانما مظاهر العداء التي عادة ما تأخذ لبوسا غير لبوسها.. تدعونا لنزع بعض الاقنعة عنها، الموظف الناجح المتميز يمثل هاجسا لمديره الفاشل فيعمد على اضطهاده ولي اعناق الانظمة للتضييق عليه وكتم انفاسه والزميل المبدع يشكل خطرا على زملائه حيث يأتي على الحظوة او حضور الصورة لدى الادارة العليا كما انه يمثل سلما للصعود على اكتافه للاداريين الابتزازيين كيما ينسب نجاحه لهم ويمهر باسمهم كعمل الدراسات وتنفيذ المشاريع ووضع الخطط وفي المجال التطوعي الجماعي يمثل الناجح نشازا في ايقاع العمل ببروزه وعلو كعبه وهذا لا يروق لأرباب الجاه والتملق يعملون على التضييق عليه وسد كافة السبل الموصلة لبروزه.. عادة ما يكون اعداء النجاح عصابات واحزابا يشكلون لوبيا صهيونيا من الناحية الاخلاقية فلا يرقبون في ناجح الا ولا ذمة وبهذا لا تعوزهم مكيدة او سبيل غير مشروع لاقتلاعه او الحد من تأثير نجاحاته التي تظهر حجم اعمالهم نظير انجازاته امام الآخرين.كل هذا يصب في اطار الحسد المذموم شرعا وعرفا وهو يمثل داء يفتك بالأمة اذا ما اغفل القادة تصرفات تلك الفئة في محيط قيادتهم سواء في المنشآت الحكومية او التجارية او المؤسسات التي تقوم على النشاط التطوعي والذي يكون لجاه المرء قصب السبق في الخظوة دون النظر لما يمكن ان يبدعه من نجاح على مستوى العمل في الغالب الاعم.. ولذلك يندر التميز فلا يكون الا مفردات معدودة تشكل طفرة جينية في تركيبة نظام بيرقراطي او مجتمع اعتاد على العاديات فبرز اهل التجديدات.النجاح لا يستمر ما لم يكن له اساس يقوم عليه.. وهذا يحتم الهدم ثم البناء على اسس متينة ونتيجة لما يترتب عليه.. يكون اعداء التجديد من اجل النجاح قدا حدوا خناجرهم ليحافظوا على ارث الجمود من اجل المصلحة الشخصية وهنا يكون لابليس الرجيم موقع الصدارة في مجلس ادارة اعداء النجاح.وقفة: ان الذكريات المؤلمة تعوقك عن التقدم وتحيلك الى مومياء في تابوت فرعوني دفن من قديم.. تخلص من كل ما يذكرك بالم الماضي واستشرف افراح المستقبل.. ستجتاز كل العوائق.