د. شلاش الضبعان

الموظف يدل على المدير!

في الأغلب، ما قابلت موظفاً متميزاً إلا وجدت خلفه مديراً متميزاً، والعكس صحيح فما رأيت موظفاً يردد: أنا عبد مأمور، إلا ووجدت مديراً خلفه مثله!فالموظف لا يستطيع أن يتعامل برقي وتميز مع المراجعين عندما يكون وراءه مدير لا يتعامل معه وزملائه برقي، ومع ذلك يتفنن في التخلي عن المسؤولية ووضعها على أكتاف الموظفين!. وأيضاً لا يستطيع الموظف أن ييسر أمور من أمامه إلا إذا كان مديره قد وفر بيئة عمل مريحة له ولزملائه ومشجعة على العطاء والتمير، وفوق ذلك فلدى هذا الموظف الصلاحية لاتخاذ القرار، فقد فوّض المدير بعض صلاحياته لذوي الاختصاص لتيسير الأمور واختصار الوقت، مع تحمل المدير للمسؤولية في حال وقوع الخطأ الذي لا يكاد يخلو منه عمل بشري، وبالتالي فإن الموظف يعمل بأريحيه وبلا رعب مما سيكون، مع إدراكه لما سيكون في حال وقوع الخطأ!وموضوع التفويض يحتاج أن يفهمه المديرون فهماً دقيقاً، فليس كل مفوّض مفوّضا حتى ولو ادعى ذلك، فتفويض بدون تحمل مسؤولية الخطأ لن يحقق أهداف التفويض، بل هو مجرد هروب عن تحمل المسؤولية وسعي لإلقائها على أقرب موظف!يجب أن يدرك كل مدير أن تميز موظفي إدارته هو تميز له بأيسر السبل، فزملاؤه سيصنعون نجاحه، ولذلك يجب عليه ألا يبخل عليهم بشيء يستطيعه حتى لا يبخلوا هم على الآخرين!بالأمس القريب كنت في إحدى إداراتنا الحكومية، فاستقبلني الحارس بترحاب، ووجهني للموظف الذي ما إن جلست عنده حتى دعا عامل القهوة، وعندما قلت: يكفيني استقبالك وإنهاء معاملتي! قال: معاملتك ستنتهي بحول الله، ولكن قهوتك واجبنا، وهذا أقل حق من حقوقكم!بعدها بدأنا في متابعة الشروط والمتطلبات التي هي موطن التفنن في التعقيد في كثير من إداراتنا الحكومية، ولكن هذا الموظف الشاب وجدته في كل شرط ومتطلب يسعى في التيسير والبحث عن أفضل الخيارات!عند أحد المستندات شكك في الإجراء المناسب، فاستأذن ليسأل مديره، تبعته للمدير فوجدت المدير يطلب منه: ما دامها تمشي مشيها!هنا قلت للمدير: طبت فطاب زملاؤك!