فهد السلمان

وداعة نتنياهو وجبروت بشار

لا .. لم يتحول نتنياهو في غمضة عين إلى حمامة سلام، ولم يُبدل الرجل جلده، فلا يزال هو.. هو ذلك القاتل المحترف، بطل عملية قرصنة مطار عنتيبي في أوغندا، وبطل مذابح غزة 2014م، والتي تجاوز ضحاياها من المدنيين أكثر من 2000 ضحية، و11 ألف مصاب، إلى جانب هدم 18 ألف منزل، ولا يزال صاحب ذلك السجل الإجرامي الذي يعترف به حتى بعض جماعته من اليهود غير المتصهينين، لكن يبدو أن بنيامين هذا كان يعتقد أن ليس هنالك من يُضاهيه في القتل، والتفنن في آلية ذبح ضحاياه خاصة من الفلسطينيين، إلى أن فتحت الأزمة السورية عينيه على ما هو أضر وأطغى، حين رأى كغيره كيف يتفنن بشار وعصاباته في ذبح الشعب السوري، وكيف لم تتوقف أجهزته البوليسية عند حد حفر أجساد المعتقلين بمن فيهم الأطفال بالمثقاب «الدريل»، إلى غير ذلك من الأساليب الوحشية. مرر أمام أي سوري اسم «فرع فلسطين» وقس ردة فعله هذا إن كان قد خرج منه حيا لا بد أنك سترى الرعب في عينيه عند ذكر هذا الفرع المخابراتي سيئ الصيت، والذي ربطه «الأسدان» الأب والابن عنوة بأعز قضايا الأمة ربما امعانا في تشويهها، وصولا إلى حفلات الموت الجماعي إما بإلقاء البراميل المتفجرة فوق رؤوس الشعب لدفنهم أحياء وأمواتا بمنازلهم، أو بذبحهم بالهجمات الكيميائية التي كان آخرها حتى الآن مذبحة خان شيخون، والتي جعلت مجرما محترفا كنتنياهو يبدو وديعا عند مقارنته بالأسد المعلم الذي تجاوز بدمويته كل زعماء العصابات.حين يتأثر القاتل لمشاهد القتل، فهذا لا يعني أنه تبدل إلى ملاك بين عشية وضحاها، فالقتلة لا يتطهرون لأن من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، لكنه يتأثر إما لأنه يغار ممن يتجاوزه في الإجرام، أو لأن ما يراه من بشاعات الموت بات أكبر من قدراته الإجرامية. ويبدو أن بشار بمذابحه الكيميائية قد حاز قصب السبق في هذا الميدان، وتجاوز حتى عتاة مجرمي الحرب من الصهاينة إلى الحد الذي أحرجهم وأخرجهم عن صمتهم ليستنكروا جرائمه، والسؤال الذي أفتش عن إجابته بعد الضربة الأمريكية: ترى هل هذه الضربة هي مجرد عصا تأنيب؟ أم أنها بداية الحساب لسفاحي السلاح الكيميائي، وقتلة الشعوب؟.