د. محمد حامد الغامدي

هيئة الجمعيات والروابط الخضراء بالمملكة

اتصل بشخصي يوما الكاتب المعروف، الزميل (نجيب الزامل)، عضو مجلس الشورى سابقا، قائلا: أنت أول من أدخل الكتابة البيئية إلى الصحافة السعودية. تلك الكلمات الإيجابية، مع غيرها من كلمات التعزيز والتشجيع، جعلته شريك نجاح، وصديق مسيرة. الماء كأهم محور للبيئة حظي بجهدي في مراحل وزارة الزراعة والمياه: (مرحلة وزارة الزراعة بجانب وزارة المياه، ثم مرحلة وزارة الزراعة بجانب وزارة المياه والكهرباء). أخيرا مرحلة الوزارة الجديدة: وزارة البيئة والمياه والزراعة. مسئولياتها متداخلة. تظل البيئة الوعاء الحامل. ما يزيد مساحة المسئولية وحجمها.¿¿ في جامعة الملك فيصل عملت لتشكيل فكر جديد من الطلاب المهتمين بالبيئة. فكان أن استحدثت مقررين دراسيين، الأول: الارشاد المائي الزراعي، الثاني: (الارشاد البيئي). رحبت الجامعة بالخطوة. تم اعتمادهما. بدأ التدريس. ثم جاء التطوير الذي يدعون، فتم الغاء القسم العلمي المسئول من سجلات الجامعة. هكذا بجرة قلم وفكر مقيد. كنتيجة تبخرت مواد القسم بكاملها. يذكرني هذا باجتثاث الأشجار بحجج التطوير والتحسين والتنمية. ¿¿ بعد الغاء القسم العلمي شعر الجميع بفداحة الخطأ. ثم وجه مدير الجامعة بتدارك الأمر. أجرت الكلية دراسة، فوجدت أن القسم الملغي أكثر حاجة وطلبًا. الآن أكثر من عشر سنوات والجهود لم تتوقف لإعادة القسم، لكن لم تنجح، ولن تنجح، بفضل نشيد (ما أطولك يا ليل). ذكرني بالمثل العربي: (الهدم سهل). إذا ساد رأي الفرد على رأي الأغلبية فهذا هو الهدم بعينه. ¿¿ تلك المقدمة لتأكيد أن (وزارة البيئة والمياه والزراعة) ورثت كل سلبيات الوزارات السابقة. اليوم الحراك الإيجابي يأخذ مجراه، بقيادة وزير جديد، قادم من الوسط البيئي والمائي والزراعي، يعرف التحديات والطموحات وحدودهما. لكن هل أدركت الوزارة أن جمعيات المجتمع المدني قوة يجب الاعتماد عليها لتحقيق التطلعات؟! لمست هذا في بعض قراراتها الأخيرة. أعلنت الوزارة خطتها زراعة (4) ملايين شجرة خلال أربع سنوات. حددت نوعية الأشجار (سدر، طلح، غضا، عرعر، لبخ). ثم أضافت: (وغيرها). الوزارة (أكدت)، وهذا هو بيت القصيد، أن الإنجاز سيكون [بمشاركة الجمعيات التطوعية والروابط الخضراء في المملكة]. ¿¿ شكرا لمقام الوزارة. ولأن كاتبكم أحد مؤسسي هذه الجمعيات والروابط الخضراء، اعتبرت شخصي يمثل فرحًا ساد لدى أعضاء ومؤسسي هذه الروابط والجمعيات. خطوة نحو الطريق الصحيح. الروابط والجمعيات سبقت بفعلها الوزارة بسنين. حققت نجاحات كبيرة على مستوى المملكة. ستكون لي سلسلة من المقالات عن الجمعيات والروابط المدنية التي هي جزء من تطلعات رؤية 2030. ¿¿ الوزارة أعلنت نيتها زراعة (4) ملايين شجرة. لماذا هذا العدد الصغير في ظل المساحة الواسعة للمملكة؟! هل لأن الوزارة لا تعرف كل الروابط والجمعيات؟! شخصيا طموحاتي أكبر. أعرف جيدا مقدار حماس أعضاء الجمعيات والروابط الخضراء. أتطلع أن تزرع كل منطقة (4) ملايين شجرة خلال الأعوام الأربعة القادمة وبالطرق الجافة دون ري. في المناطق المطيرة أدعو لزراعة أكثر من (100) مليون شجرة خلال العشر السنوات القادمة. حاليا تبلغ نسبة مساحة الغابات المطرية (واحدا) بالمئة من مساحة المملكة، بمساحة لا تزيد عن 3 ملايين هكتار. رقم يدين الجميع بالتقصير.¿¿ الأمر الأهم، (أقترح) أن تنشئ الوزارة إدارة مسئولة عن الجمعيات والروابط الخضراء التي تمثل المجتمع المدني بمناطق المملكة (أو تشكيل هيئة بذلك). ليكن من أهدافها التوجيه والتنظيم والدعم والتنسيق. لتكن الوزارة الغطاء الرسمي لعمل ونشاط الجمعيات والروابط الخضراء. هذا يعزز الطموحات. يحقق نجاح التخطيط، والاعداد، والتنفيذ، والتقييم. رصد التجربة وتحسينها مطلب. هناك منافع أخرى لا تخفى على الجميع. اشراك المجتمع المدني في خدمة البيئة ضرورة ملحة، بفوائد مستدامة. أتطلع أن تأخذ الوزارة بهذا الاقتراح. أرجو من المهتمين بالعمل التطوعي والجمعيات والروابط الخضراء الدفع نحو تحقيقه.