كلمة اليوم

قمة عمّان وقضايا الأمة العربية

لا شك أن القمة العربية التي تستضيفها الأردن ويحضرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– والزعماء العرب تعد في جوهرها قمة استثنائية لبحث قضايا الأمة العربية العالقة، وهي كذلك لأنها تنعقد في ظروف لا بد معها من مواجهة الأحداث بروح عربية واحدة واثقة من امكانية التغلب على كافة الصعاب والأزمات التي تواجهها الأمة العربية. وكما أكد أحد ساسة الأردن فان المملكة دأبت باستمرار على الوقوف لنصرة الأمتين العربية والاسلامية، ومواقف خادم الحرمين الشريفين مشهودة ومعلنة وتتجلى في نصرته وتأييده مشروع التضامن العربي المنشود، وهو مشروع تركز عليه المملكة لما له من أهمية بالغة في توحيد الصف العربي وشحذ الهمم لمواجهة كافة الصعوبات التي تعترض تنفيذ هذا المشروع الحيوي الهام. والقمة المنتظرة تنعقد في ظروف صعبة للغاية تستدعي من الأمة العربية العمل على وحدة الصف والهدف والكلمة لترجمة الرؤى المتجانسة والمتطابقة لحلحلة الأزمات العالقة لا سيما ما يدور منها في سوريا والعراق واليمن، وهي أزمات تعرقل مسيرة التضامن العربي وتعرقل إمكانية تحقيقه كأمل منشود يتوق العرب جميعا لتحويله الى واقع يترجم تطلعاتهم نحو بناء مستقبل شعوبهم الواعد. التضامن العربي المنشود مشروع استراتيجي لا بد من ترجمته الى عمل مشهود على أرض الواقع اذا ما أريد للأمة العربية أن تنهض بمقدراتها وتواجه مختلف الصعاب التي تحدق بها من كل صوب، وتلك الصعاب تبدو واضحة في عمليات المراوغة الاسرائيلية للتملص من مشروع اقامة الدولتين، وتتضح في التدخلات الايرانية السافرة في شؤون دول المنطقة، وتتضح في تمدد ظاهرة الارهاب وتهديدها كافة الدول العربية. وغني عن القول أن المستقبل الواعد للأمة العربية يكمن في توحيد الصف العربي وترسيخ العلاقات العربية/‏ العربية بطريقة فاعلة، لما فيه تحقيق الغايات والأهداف التي يسعى لها العرب جميعا وتصب في روافد المصالح المشتركة لسائر الدول العربية دون استثناء، وتلك الخطوات الفاعلة من شأنها الارتقاء بمستويات النهوض بمقدرات الأمة والذود عن مصالحها ونصرة قضاياها العادلة. وإزاء ذلك فان قمة عمان تمثل نقطة تحول جوهرية لا بد معها من دعم كافة السبل والوسائل الكفيلة بحلحلة الأزمات العربية العالقة والوصول الى تسويتها بطريقة تحفظ للعرب وحدتهم وتحفظ لهم مكانتهم بين أمم وشعوب العالم، وينتظر من القمة أن تخرج بقرارات فاعلة لدعم التضامن العربي والوصول به الى غاياته وأهدافه المرجوة نحو تعزيز العمل العربي المشترك ودعم الصف العربي وتحقيق آمال وتطلعات الشعوب العربية.